’الإتجار بالبشر‘.. الكنيسة تكافح صناعة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار - مقالات
أحدث المقالات

’الإتجار بالبشر‘.. الكنيسة تكافح صناعة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار

’الإتجار بالبشر‘.. الكنيسة تكافح صناعة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار

روما – أبونا

صورة لوجّه شابة إفريقية فخورة وهي تقول: "جسدي ليس للبيع". شكلت هذه الكلمات أولى تغريدات الحملة الاجتماعية لقسم "المهاجرون واللاجئون"، والتابع للدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الإتجار بالبشر، في الثلاثين من تموز.

"العبودية صناعة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار. الناس ليسوا للبيع!"، هي واحدة من الرسائل التي وجهتها الدائرة في حملتها التي بدأت لمدة ثلاثة أيام، من 27 إلى 30 تموز، مرفقًا بالوسم الدولي EndHumanTrafficking#. فيما ظهر في خلفيات الصور نداءات البابا فرنسيس المتكررة لوضع حدٍ للاتجار بالبشر وأشكال العبودية الجديدة، كان آخرها نداؤه في ساحة القديس بطرس أثناء صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الفائت.

ومن بين المنظمات الكاثوليكية التي حشدت نفسها للقتال من أجل هذه القضية، منظمة International Unions Superior General، التي تدعم الشبكات الدولية لمكافحة تهريب النساء في جميع أنحاء العالم. كما أطلقت منظمة "طاليتا قومي"، وهي شبكة من المؤسسات غير الربحية في العديد من الدول الأوروبية والمتوسطية، مبادرة بحثية "عبر الحدود" تهدف إلى "المساهمة في تحسين إجراءات مساعدة الضحايا، من خلال توفير بيانات وأرقام متعلقة حول تجارة الرقيق، في محاولة لاستحضار أساليب جديدة وأكثر فاعلية لمساعدة الضحايا أثناء عملية إعادة تأهيلهم.

ومن بين المنظمات كذلك، جمعية البابا يوحنا الثالث والعشرون، وكذلك منظمة فرسان مالطا، التي ظلت تعمل لسنوات في إنقاذ المهاجرين. وتشير التقديرات إلى أن ظاهرة الإتجار بالبشر تصيب 40 مليون شخص في العالم، من بينهم ما يقدر بـ50 إلى 70 ألف إمرأة يتم استغلالها من قبل هذا "السوق" في شوارع إيطاليا. وقد وجهّت منظمة فرسان مالطا المستقلة نداء إلى الحكومة والمجتمعات المدنية والمؤسسات من أجل "تفعيل التدابير الرامية إلى إنهاء الإتجار بالبشر، وحماية ومساعدة الناجين". كما شددت على أن الإتجار بالبشر "هو شكل مأساوي من أشكال الرق المعاصر، ويشكل جريمة خطيرة تهدد كرامة الإنسان وسلامته الجسدية".

وفي هذا السياق، فإن عدد الأطفال والنساء الذين يجبرون على العبودية في ازدياد. فبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإتجار بالبشر، نشرت منظمة "انقذوا الأطفال" تقريرًا أكدت فيه أنه تم إجبار 10 ملايين طفل ومراهق على العبودية عام 2016 في جميع أنحاء العالم، ومعظمهم تم بيعه لأغراض الاستغلال الجنسي أو العمل. وأمام هذا الواقع، نفّذت الرهبنة السالزيانية في إيطاليا مشروعًا تحت عنوان "أهتم بك"، ويهدف إلى "احتواء ظاهرة الأطفال الذين يتم تشغيلهم خارج الدوائر الخاصة باللاجئين، والحد منها، إضافة إلى إعادة بناء علاقة الثقة والاحترام المتبادلين مع هؤلاء الأطفال، وتقاسم احتياجاتهم ومحاولة إعادة إدخالهم في سبل المساعدة والتكامل.

وتنفذ هذه الأنشطة، من خلال مساعدة صندوق القديس بولس، في تورينو ونابولي وكاتانيا، كما وفي الأحياء المجاورة لمحطات القطارات الرئيسية. وتهدف هذه المبادرة إلى ضمان "مسكن ومساعدة وحماية لكل طفل". وفي المرحلة الثانية من المبادرة، يتم توفير فرصة للأطفال لتعلم اللغة الإيطالية، وتلقي المشورة القانونية ومساعدتهم في تقنين وضع هجرتهم، إضافة إلى الحصول على مهارات مهنية تخولهم الدخول إلى سوق العمل. وكل ذلك يأتي إزاء حقيقة قدوم أكثر من 17 ألف قاصر تم جلبهم، وبشكل غير قانوني، إلى السواحل الإيطالية عام 2017، وعدد كبير منهم لم يرافق أفراد عائلته.

موقع ابونا

 

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*