الداد باك
تعريف اللاسامية الذي تبناه «العهد الدولي لذكرى الكارثة» (IHRA) المنظمة الدولية التي تشكلت لتعزيز بحث دراسة وذكرى الكارثة في أرجاء العالم، يقضي بوضوح بأن منع حق الشعب اليهودي في تقرير المصير، ضمن أمور أخرى من خلال الادعاء بأن وجود دولة إسرائيل هي مشروع عنصري، وإجراء مقايسة بين سياسة إسرائيل الراهنة وسياسة النازيين، هي تعبيرات عن اللاسامية.
وفقًا لهذه المعايير التي تبنتها (31) دولة عضوًا في «IHRA» (وكلها ديمقراطيات بما فيها الولايات المتحدة، وكندا، وألمانيا، وبريطانيا وفرنسا)، فإن هجمات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، هي لاسامية بكل معنى الكلمة. فقد أعلن اردوغان أن «قانون القومية» هو دليل لا يرتقي إليه الشك في أن إسرائيل هي الدولة «الأكثر فاشية وعنصرية»، وأن «الفهم الإسرائيلي لا يختلف عن سعي هتلر وراء العرق الطاهر».
تشكل أقواله هذه بالنسبة لمن لا يزال يحتاج إلى ذلك، دليلاً واضحًا على أن اردوغان هو لاسامي بكل معنى الكلمة. فهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها اردوغان مواقف لاسامية في موقفه من إسرائيل، وهذه بالتأكيد لن تكون المرة الأخيرة. فقد جعل اردوغان اللاسامية «اللاإسرائيلية» عقيدة دولة. وطالما كان رئيسًا وطالما كان حزبه في الحكم، فإن تركيا هي دولة لاسامية، وهكذا ينبغي التعاطي معها. يتعين على إسرائيل الرسمية أن تكسر مؤامرة الصمت من جانبها حول لاسامية اردوغان والعمل على عزله وعزل تركيا في الساحة الدولية الديمقراطية. تركيا هي دولة مراقبة في الـ (IHRA). مع رئيس لاسامي، حسب تعريف اللاسامية لهذه المنظمة، ليس لتركيا مكان في صفوفها.
لا يزال للولايات المتحدة شبكة علاقات طيبة مع تركيا، ولا سيما بسبب الاعتبارات الجغرافية ـ الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن الطابع اللاسامي لنظام اردوغان يستوجب من الولايات المتحدة القيام بأعمال عقابية. وإذا كان الحزبان في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ يشعران بالالتزام بمكافحة اللاسامية فإن عليهما أن يدفعا تركيا لأن تشعر بهذا بالشكل الأكثر إيلامًا.
إضافة إلى ذلك، فقد أخرت إسرائيل حتى الآن بمعاذير سخيفة اعتراف الكنيست بقتل الشعب الأرمني. بداية لم يرغبوا في أن يعززوا بذلك فرص اردوغان للفوز في الانتخابات للرئاسة، وبعد الانتخابات لم يرغبوا في دفعه إلى قطع العلاقات، ولا سيما الاقتصادية، مع إسرائيل. إسرائيل تهين نفسها المرة تلو الأخرى، واردوغان يواصل التنكيل بها باستمتاع. إن الاعتراف بقتل الشعب الأرمني ليس فقط إحقاقًا للعدل التاريخي مع الشعب الأرمني، إنما هو واجب أخلاقي من دولة اليهود.
إسرائيل اليوم 25/7/2018