مصر.. أقارب ضحايا داعش: كأنهم عادوا أحياء - مقالات
أحدث المقالات

مصر.. أقارب ضحايا داعش: كأنهم عادوا أحياء

مصر.. أقارب ضحايا داعش: كأنهم عادوا أحياء

المصدر: القاهرة – أشرف عبد الحميد

شيعت مصر اليوم الثلاثاء في قرية العور بمدينة سمالوط بالمنيا جنوب القاهرة رفات 20 قبطيا ضحايا مذبحة داعش في ليبيا والتي وقعت قبل 3أعوام في مدينة سرت.

وتم دفن رفات الضحايا في مقابر خصصت لهم وملحقة بالكنيسة، فيما استقبل أهاليهم وذووهم مراسم الدفن بالزغاريد والدموع والدعوات بالانتقام الإلهي لهم من داعش وأنصاره وعناصره.

أهالي الضحايا كانوا في أوج سعادتهم بعودة رفات أبنائهم لدفنه في مسقط رأسهم بقرية العور التابعة لمدينة سمالوط محافظة المنيا، وكشفوا لـ"العربية.نت" عن قصص إنسانية ومؤثرة خلفتها وفاة أبنائهم.

وقال كساب إبراهيم حنين جار الضحية سامح صلاح فاروق إن سامح عامل محارة، وسافر إلى ليبيا قبل الحادث بنحو عام كامل، للعمل مع أبناء قريته في مجال المعمار بمدينة سرت الليبية، وقبل الحادث بأسبوع أخبرهم بعض أبناء القرية بخطف عدد من أصدقائهم بواسطة ميليشيات داعشية، وبعدها بأسبوع توالت عليهم الأخبار الصادمة من ذبح أبنائهم، ومنهم سامح، وكذلك بث الفيديو البشع لعملية إعدامهم ذبحا.

جثامين ضحايا داعشعائلة ضحايا داعشعائلة الشهيد سامح

وأضاف أن سامح ترك طفلين يعيشان حاليا مع والدتهما التي تقيم عند والدها، وتركت قرية منقريوس مسقط رأس سامح، وكان مشهد وداع الطفلين لرفات والدهما صعبا ومؤثرا وباكيا ومؤلما.

وأشار إلى أن سامح كان ينوي العودة قبل الحادث بنحو شهر، لكن ظروف العمل اضطرته لتأجيل العودة لحين إنجاز ما تبقى له من أعمال حتى يحافظ مع أصدقائه على وعدهم لصاحب العمل بإنجاز مهمتهم في أسرع وقت، لكنه راح ضحية محاولته الوفاء بوعده.

ويقول نجة أنيس عبده والد الضحية لوقا نجة أنيس إن عودة الرفات ودفنه بمسقط رأسه بالعور، وبالقرب من منزل عائلته، أسعده وشعر أن ابنه عاد حيا ليرتمي في أحضانه من جديد.

وذكر أن لوقا كان يعمل بمهنة النقاشة، وسافر إلى ليبيا مع أصدقائه بالقرية للعمل هناك وتجهيز مستلزمات الزواج، حيث كان ينوي العودة في شهر ديسمبر وقبل الحادث بشهرين للبحث عن عروسة وإعلان خطبته، لكنه قرر تأجيل سفره لحين البحث عن وسيلة آمنة يمكنه السفر من خلالها والعودة لمصر، خاصة بعد توقف رحلات الطيران والنقل البري.

وأضاف أنه كان على تواصل هاتفي دائم مع ابنه، وقبل خطفه بنحو نصف ساعة كان معه على الهاتف أيضا، وأخبره أنه ما زال يبحث عن وسيلة آمنة للعودة إلى مصر، وفي مساء نفس اليوم علم أنه اختطف وبعدها بأسبوع شاهد ابنه وهو يساق نحو الإعدام ذبحا على يد هولاء الذين لا يمتون للأديان بصلة، وفور رؤية ابنه يسقط بعد ذبحه سقط قلبه معه، ومنذ ذلك الحين وهو يشعر كأن روحه وقلبه انتزعا منه، ولم يعد لهما وجود، حتى علم من الكنيسة بعودة الرفات فاسترد روحه وقلبه من جديد.

سجادة تذكاريةوصول جثامين الشهداء

وأوضح أنه وبقدر حزنه على ما حدث لفلذة كبده، فإنه يشعر بغصة ومرارة لوجود مثل هذة العناصر المتوحشة التي تزهق الأرواح وتسفك الدماء باسم الأديان، مؤكدا أن مراسم تشييع رفات ابنه كان الحاضرون فيها من جيرانه المسلمين يعادل نفس عدد الحاضرين من الأقباط.

وكشف منير سعد والد جابر منير أن ابنه كان يعمل نقاشا بليبيا، وعلم من خلال التلفزيون بنبأ ذبحه، وتمنى لو كان معه هناك ليذبح مثله، أو لينتقم له، مضيفا أن السماء اختارت ابنه وهو راض بذلك ومتقبل لإرادتها.

وقال إن جابر كان يعمل لينفق عليه وعلى والدته ويستعد للزواج، وسافر إلى ليبيا قبل وقوع الحادث بنحو عام وشهرين، وكان من المفترض أن يعود في مايو من العام 2015 ليتزوج لكن القدر اختاره لجواره.

وكشف أنه مهما روى ووصف مشاعر الألم والحزن التي لا تفارقه منذ رؤيته لمشهد ذبح ابنه، فلن يصدقه أحد عندما يروي له مشاعر الفرحة والسعادة التي تنتابه الأن منذ لحظة وصول الرفات، مشيرا إلى أنه قام بتقبيل كافة النعوش القادمة للضحايا ومنهم ابنه، وشعر كأنه يضمهم لصدره ويحتضنهم كما لو كانوا أحياء وعادوا بسلامة الله إلى وطنهم.

وشكر منير كافة القيادات الكنسية والسياسية على جهودهم لعودة رفات أبنائهم، فقد كانوا يتلهفون لقدوم تلك اللحظة التي خففت كثيرا من أحزانهم على ما جرى لأبنائهم.

العربية نت

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*