عاموس هرئيل
أعلن الشاباك اليوم أنه كشف عن جهود حماس لنقل أموال إرهاب إلى مناطق الضفة الغربية عبر تركيا. في هذه القضية اعتُقل وطرد من البلاد مواطن تركي. إضافة إلى ذلك سيتم تقديم لائحة اتهام ضد مواطن إسرائيلي من سكان الشمال.
اعتُقل كميل طقلي، وهو محاضر في الحقوق من تركيا، منتصف شهر كانون الثاني/يناير الماضي من قبل الشاباك والشرطة. وقد طرد إلى دولته بعد التحقيق معه. بعد أسبوع اعتُقل ضرغام جبارين، أحد سكان أم الفحم، بتهمة التورط بنقل أموال من تركيا. استخدمت هذه الأموال، حسب الاتهام، لتمويل أعمال إرهابية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
حسب أقوال الشاباك، تم تجنيد الاثنين للعمل لصالح حماس من قبل زاهر جبارين، الأنشط في حماس الذي طرد من الضفة بعد إطلاق سراحه في صفقة شاليط عام 2011. جبارين هو من رؤساء منطقة الضفة الذي يعمل خارج البلاد تحت قيادة صالح العاروري، ويعمل في توجيه وتمويل العمليات الإرهابية.
جاء في بيان الشاباك أن تركيا تساعد في زيادة قوة حماس العسكرية بواسطة شركة باسم «ساداط»، التي أنشأها مستشار مقرب من نظام الحكم في أنقرة. حسب شهادة طقلي في التحقيق فإن الشركة تعمل في مجال نقل الأموال وتزويد حماس بالوسائل القتالية.
قال طقلي في التحقيق أيضا إن جهاد يغمور، أحد نشطاء حماس الذي قضى فترة في السجن بسبب التورط في قتل الجندي نحشون فاكسمان عام 1994 وتم إطلاق سراحه في صفقة شاليط، ويعمل ضابط ارتباط بين مناطق الضفة في المنظمة وبين السلطات في تركيا. يتحرك صالح العاروري في السنوات الأخيرة بين لبنان وتركيا، بعدما استخدمت الولايات المتحدة الضغط على تركيا من أجل طرده. ولكن نشطاء كبار آخرين في حماس ما زالوا في تركيا.
حسب إفادة طقلي، فقد قام بمساعدة نشطاء حماس الذين وصلوا إلى تركيا، على شراء شقق ومكاتب وسيارات وإنشاء شركات تجارية سجلت باسمه. حسب أقوال الشاباك، فقد كشف التحقيق عن شركة أنشأتها حماس في تركيا تم استخدامها لتبييض الأموال التي جمعت لصالح حماس في دول أخرى في أنحاء العالم، تم نقل هذه الأموال بعد ذلك إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. بهذه الطريقة تم نقل ملايين الدولارات، حسب الشاباك.
اعتقل المواطن الإسرائيلي جبارين على خلفية علاقته مع هذه الشركة. قالوا في الشاباك إنه سافر في السنة والنصف الأخيرة بين الفينة والأخرى إلى تركيا، وهناك تم تجنيده في صفوف حماس. وقد تمكن من نقل 200 ألف يورو تقريبا لنشطاء حماس في الضفة، والتي تركها في نقاط اتفق عليها مسبقا. وعثر على 91 ألف يورو معه، حصل عليها من تركيا. في هذه القضية اعتقل أيضا اثنان من سكان أم الفحم بتهمة المساعدة في نقل أموال من تركيا.
قال مصدر أمني كبير للصحيفة إن نشاط حماس المتشعب في تركيا تم من خلال غض النظر وحتى بتشجيع من السلطات هناك. حسب أقوال المصدر فإن حماس تبذل مؤخرا جهودا كبيرة لزيادة التوتر الأمني في الضفة الغربية، في حين أنها في قطاع غزة، معنية بالامتناع عن المواجهة العسكرية ذات الاحتكاك العالي مع إسرائيل.
يقدرون في جهاز الأمن أن حماس تريد إعادة تأهيل البنى التحتية الإرهابية لها في الضفة الغربية. حيث نجحت فقط مؤخرا بقتل الحاخام رزئيل شيفح من حباد جلعاد الشهر الماضي، في تنفيذ عملية قتل أخرى بعد فترة طويلة من حالات الفشل. إضافة إلى ذلك يبدو أن حماس تحاول أيضا تعزيز جاهزيتها السياسية في الضفة لليوم التالي لانتهاء حكم رئيس السلطة محمود عباس المتوقع، ومعارك الوراثة التي يتوقع تطورها في قيادة السلطة وفي فتح.
هآرتس 13/2/2018