الهجوم على كنيسة مار مينا صلْبٌ للأقباط قبل عيد الميلاد - مقالات
أحدث المقالات

الهجوم على كنيسة مار مينا صلْبٌ للأقباط قبل عيد الميلاد

الهجوم على كنيسة مار مينا صلْبٌ للأقباط  قبل عيد الميلاد

كتب يوسف تيلجي

المُقدِّمة

1. لا بد لنا من البحث في الشخصيّة الإسلاميّة، فهل هي شخصيّة مُستقرّة؟!

2. يودّع الإرهاب الإسلامي عام 2017 في مصر بهُجوم على كنائس الأقباط / كنيسة مار مينا، فقد جاء في الميديا وبمواقع متعدّدة.. التّالي: "إن حادث كنيسة مارمينا، هو هجوم مسلّح من قبل إرهابي استهدف كنيسة مارمينا بمدينة حلوان/ مصر، في إحدى ضواحي محافظة القاهرة في 29 ديسمبر 2017. ولقد أسفر الهجوم عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 5 آخرين. فيما قُبض على منفّذي الهجوم - مصابا، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث".

الموضوع

بعيدًا عن كل آيات السيف والدّم والقتل، ومنها: "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ" (البقرة191)، ولقد شرحها وفق تفسير الطّبري فقال: "قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: واقتلوا أيها المؤمنون الّذين يقاتلونكم من المُشركين حيث أصبتم مَقاتلهم وأمكنكم قتلهم، وذلك هو معنى قوله: حيث ثقفتموهم." إلى آخر شرح الآية.. وبعيدًا عن الكم الهائل من أحاديث الرَّسول الّتي تحث على الذبح والموت، ومنها الحديث التّالي "أمرت أن أقاتل النّاس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، ويقيموا الصّلاة، ويؤتوا الزّكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"، وشرحه وفق موقع بن باز "هذا الحديث صحيح، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصّحيحيْن، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أُمرت أن أقاتل النّاس حتى..  "، الحديث وعلى ظاهره، فإنّ من أتى بالشهادتيْن وهو لا يأتي بهما قبل ذلك، وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة فإنّه يعتبر مسلماً حرام الدّم والمال إلا بحقّ الإسلام، يعني إلا بما يوجبه الإسلام عليه بعد ذلك.. ". وبعيدًا عن كل الموروث الإسلاميّ الموبوء بالحقد والكراهية وإلغاء الآخر.. أقدّم للقارئ قراءتي الخاصّة للشخصيّة الإسلاميّة، المبنيّة أساسًا كمرتكزات على حادث كنيسة مار مينا في مصر ٢٩ ديسمبر ٢٠١٧!                      

القراءة                                                                                                                                               

نعم الموروث الإسلامي يُكفِّر الأقباط، ويقف مع هذا التّكفير معظم رجال الإسلام المصري من شيوخ وكتاب ودعاة و.. حتى شيوخ الأزهر ضمنًا، ولكن قراءتي تأتي في صورة طرح تساؤلات خاصّة:

1. إنّ شخصيّة المسلم الظّاهريّة تختلف عن صورته الحقيقيّة/الباطنيّة - الخفيّة! لم هذا الانفصام في الشخصيّة الإنسانيّة في الحياة المجتمعيّة اليوميّة للفرد المسلم/المتطرّف خاصّة؟! فقد آن الاوان لهذه الشخصيّة أن تحدّد موقفها، فإمّا أن تكون شخصيّة سويّة أو أن تظهر شخصيتها العدوانيّة الإرهابيّة بشكلها الحقيقي، دون التّستُّر وراء شخصيّات مختلقة أخرى.

2. الشخصيّة الإسلاميّة لا بُدّ لها أن تترك الصّورة الدّمويّة الّتي تقوم بها على الواقع الحياتي اليومي الفعلي، وهذا لا يتم بنهج ازدواجيّة الشخصيّة الّتي تمثّلها الشخصيّة الإسلاميّة! بل يتم بتوحيد الفكر العقائدي مع الواقع الحياتي.

3. ولكن كيف يتم إلغاء هذا الفكر العقائدي للشخصيّة الإسلاميّة إذا كان هذا الفكر العقائدي هو الدّين بذاته؟! هو الإسلام بكُل موروثه؟!

4. من جانب آخر.. رغم كل هذا العمق التّاريخي للوجود القبطي والإسلامي على أرض مصر ذي الأفق الماضوي الممتد لمئات السنين، ولكن لا زالت الشخصيّة الإسلاميّة المصريّة تحديدًا تكفر للأقباط - وهم أهل مصر الحقيقيّين! وهذا المحور يحتاج الى ثورة قبول من المسلمين للأقباط باعتبارهم مواطنين، وليس أهل ذمة!

5. إنّ الشخصيّة الدّمويّة الباطنيّة للمسلم المُتطرّف من الممكن أن تُلاحظ بشكل جلي وواضح في مقطع تصرُّفات الإرهابي في هجومه على كنيسة مار مينا. للاطلاع على الفيديو، لطفًا تابع موقع www.masrawy.com، نلاحظ في هذا الفيديو أنّ الإرهابي كأنّه يعيش في عالم آخر غير الواقع الّذي هو فيه! وهذه أزمة عقليّة تغييبيّة تجهيليّة يعيشها مُنفِّذ الهجوم قبل تنفيذ العمليّة الإرهابيّة! وسبب كل هذا هو التّعبئة العقليّة للإرهابي بفكر قتل الأقباط الكفار. خاتمة لن تستمر الحياة في مصر بل سوف لن تقوم لها قائمة إلا على مبدأ "تعايش المصريّين معًا"؛ الأقباط والمسلمين وباقي الأقليات الدّينيّة، وأي قول خلاف ذلك هو بمثابة هدم للوحدة الوطنيّة، وهدم دولة اسمها مصر!

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*