مقاتلو داعش يبحثون عن ملجأ على خلفية هزائم التنظيم والحصار الإيراني التركي فإن الملجأ المتاح لهم هو أفغانستان وليبيا - مقالات
أحدث المقالات

مقاتلو داعش يبحثون عن ملجأ على خلفية هزائم التنظيم والحصار الإيراني التركي فإن الملجأ المتاح لهم هو أفغانستان وليبيا

مقاتلو داعش يبحثون عن ملجأ على خلفية هزائم التنظيم والحصار الإيراني التركي فإن الملجأ المتاح لهم هو أفغانستان وليبيا

ايلي كرمون

التحالف برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، وفي الجهة المقابلة إيران وحلفاؤها، يدمرون بمنهجية صفوف المقاتلين المحليين والأجانب لداعش. مؤخرا سلم مئات الجهاديين أنفسهم، والمقاتلون الأجانب لا يسمح لهم بالمغادرة. أين سينتشر مقاتلو داعش الذين ما زالوا على قيد الحياة من أجل اللجوء وبناء قاعدة جغرافية جديدة.
نحو 30 ـ 40 من مئة من المقاتلين الأجانب في داعش عادوا إلى أوروبا، ومعظمهم معروفون ويوجدون تحت الرقابة. ولن يبقى مقاتلون كثيرون في سورية والعراق. والباقون سيجدون صعوبة في العودة إلى تركيا التي أغلقت حدودها. لقد غيرت تركيا سياسة ضبط النفس أمام داعش بسياسة عدم ضبط النفس في أعقاب عملية «الفرات» في شمال سورية في آب 2016. أنقرة تأمل أن الجدار الأمني الجديد الذي أقامته على طول خمس مقاطعات على الحدود بين تركيا وسورية، سيشكل عائقا مضمونا.
إيران عملت على تسهيل دخول نشطاء القاعدة ومجاهدين آخرين إلى أفغانستان، قبل وبعد عمليات الحادي عشر من أيلول. على خلفية الحرب بين إيران وأتباعها في سورية والعراق وداعش، ووجود علامات على أن إيران تحولت إلى غاية مفضلة لتنظيم الدولة الإسلامية، فمن المتوقع أن تقوم طهران بوقف تدفق المقاتلين في اثناء هربهم إلى الدول المجاورة.
في اليمن يحارب داعش ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في عام 2014، مع ذلك، داعش فشل في تجنيد الدعم، ومقاتلوه هناك يقدرون ببضع المئات مقابل آلاف مقاتلي القاعدة الذين يسيطرون على مساحة كبيرة في شبه الجزيرة العربية.
في سيناء نجح ذراع داعش هناك في التغلب على هجمات الجيش المصري، وأحيانا كان يتسبب بإصابات كبيرة في صفوف القوات الأمنية، لكن لا توجد أية إشارة تدل على أنه يستطيع الانتشار وأن يشكل حصنا جغرافيا مهما من أجل لجوء المقاتلين إليه.
بعض القبائل في سيناء، بمن فيهم قبيلة الطرابين، قامت بالانتفاض في أيار ضد داعش وبدأت التعاون مع المصريين. على خلفية تحسن العلاقة بين مصر وحماس فقد مكنت حماس من تحويل غزة إلى قاعدة للعمليات ضد الجهاديين في سيناء. وكرد على ذلك نشر فرع سيناء التابع لداعش تصريحا يعارض الاتفاق بين المخابرات المصرية وحماس، وهدد بالانتقام. وهكذا ففي آب نفذ جهادي من غزة عملية انتحارية في حاجز أمني لحماس على حدود القطاع الجنوبية، وهي الحادثة الأولى من نوعها.
منطقتان جغرافيتان هما أرض خصبة لتمركز محتمل لنشطاء داعش الهاربين. صحيح أن التنظيم فقد في ليبيا السيطرة على معقله الأول في مدينة درنة وتم طرده من مدينة سيرت، لكن يبدو أنه قد انضم إلى الألف مقاتل الباقين جهاديون من مناطق القرى الجنوبية والغربية. أحد التهديدات المتوقعة لتمركز داعش في ليبيا هو ضعضعة الاستقرار في تونس المجاورة، وفي المغرب والجزائر.
وإمكانية استخدام هجرة السكان لأشخاص من أصل أفريقي في تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا. على سبيل المثال تم اكتشاف علاقة بين داعش في ليبيا ومنفذ العملية في مانشستر إيرنا في بريطانيا في أيار 2017.
أفغانستان التي هي قاعدة رئيسة للقاعدة والجهاديين من منظمات مختلفة في الثمانينيات والتسعينيات، يمكن أن تتحول مرة أخرى إلى ملجأ آمن وقاعدة للإرهاب في أوروبا (اسكندنافيا وألمانيا)، وفي روسيا وفي الجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا وفي الصين والهند. بعد أن أقام داعش في أفغانستان وباكستان ولاية «خورسان» في كانون الثاني 2015، تكبد التنظيم خسائر كبيرة في المعارك مع خصومه من طالبان الذين لم يحبوا منافسته لهم. مع ذلك، التنظيم لم يرتدع من هذا الفشل، وفي السنة الأخيرة نفذ عدد من العمليات الإرهابية الدموية ضد النظام في أفغانستان وضد مليشيات شيعية.
الرئيس ترامب عرض في آب استراتيجية لحل النزاع في أفغانستان، شملت نشر قوات أمريكية إضافية من أجل إقناع طالبان الذي يسيطر على 40 من مئة من الدولة المقسمة، بأنه لا يستطيع الانتصار في ميدان القتال. وبقي أن نرى إذا كانت الاستراتيجية الجديدة ستشكل تحديا، ليس فقط للسيطرة الجغرافية لطالبان، بل أيضا وجود داعش المتزايد في أفغانستان.

إسرائيل اليوم

ترجمة القدس العربى

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*