خمسة أفكار تحدد نهج ترامب فى التعامل مع الشرق الأوسط - مقالات
أحدث المقالات

خمسة أفكار تحدد نهج ترامب فى التعامل مع الشرق الأوسط

خمسة أفكار تحدد نهج ترامب فى التعامل مع الشرق الأوسط

آرون ديفيد ميللر

وفى حالة دونالد ترامب، تبدو المشكلة أكثر حدة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فهناك شكوك كبيرة حول ما قال، أو لم يقل، عما يعتزم القيام به فى الشرق الأوسط، وتسلط وجهات نظر ترامب فى الشرق الأوسط، التى هى فى الواقع مجموعة من الميول والنزعات، الضوء على ٥ عناصر أساسية فى نهجه.

العنصر الأول هو رغبته فى العمل مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فمن الواضح أن إقامة علاقات أفضل مع روسيا هى إحدى نوايا ترامب الأساسية للتعامل مع الشرق الأوسط التى تعمها الفوضى، فهو معجب بقوة بوتين وسلطته القوية، الأمر الذى يؤكد تمكنه من إعادة العلاقات مع موسكو، مما يتناقض بشكل حاد مع فشل سلفه، الرئيس باراك أوباما، فى إعادة هذه العلاقات، فالعمل مع موسكو لتدمير الجماعات الجهادية فى سوريا، استراتيجية أفضل بكثير من التى تتبعها إدارة أوباما، وهى دعم الجماعات المتمردة، ومحاولة التخلص من نظام الرئيس السورى بشار الأسد.

وبالنسبة لترامب، فإن التعاون مع بوتين سيغنى عن الحاجة إلى تعميق انخراط الولايات المتحدة فى المنطقة، كما أن مسألة إنشاء مناطق آمنة فى سوريا ستقلل تدفق اللاجئين إلى أوروبا وأمريكا، فالعمل مع بوتين سيمكن الولايات المتحدة من قتل الإرهابيين، ومنع وصولهم إلى أمريكا.

والعنصر الثانى فى أفكار ترامب فى الشرق الأوسط هو طمأنة الحلفاء وتجاهل تصرفاتهم السيئة، ففى عهد أوباما توترت علاقات الولايات المتحدة مع أهم ٣ شركاء لها فى المنطقة بشدة: إسرائيل، ومصر، والسعودية، ولا يبدو أن ترامب سيهتم كثيرا بهذا الأمر، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالسعودية، فقد هدد بوقف شحنات النفط فى حال لم تتعاون بشكل أكبر فى مكافحة الإرهاب.

ولكنه، ورغم ذلك، يهتم بإسرائيل، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن فى «أول فرصة»، وربما تكون هناك توترات على الطريق بين واشنطن وتل أبيب، إلا أن العلاقات مع نتنياهو ستتحسن، فى الواقع، ونظرا لرفض ترامب فكرة التدخل فى الشؤون الداخلية لأى بلد، ورفضه صفقة النووى مع إيران، فإن العلاقات مع هؤلاء الثلاثة من المرجح أن تتحسن للأفضل، ولفت مستشارو ترامب إلى أن المستوطنات الإسرائيلية ليست عقبة فى طريق السلام، كما أن رفضه صفقة إيران قد يخفف بعض التوترات مع السعودية، ويبدو أنه من المرجح ألا يضغط على مسألة حقوق الإنسان، والإصلاح السياسى فى مصر.

والعنصر الثالث فى سياسة ترامب فى الشرق الأوسط هو أن بناء الأمة يبدأ من الداخل، وخلال حملته الانتخابية أعلن ترامب أنه يرغب فى بناء الأمة فى الداخل، مؤكدا أنه سينهى عصر بناء الدول فى الخارج بشكل سريع وحاسم، وقال إن فشل الولايات المتحدة فى العراق كلفها مليارات الدولارات، وزعزع استقرار الشرق الأوسط.

وسيتم اختبار مسألة بناء الأمة الخاصة بترامب بشكل مبكر مع هزيمة «داعش» فى الموصل، فمنع التنظيم من الوصول لأماكن أخرى فى العراق سيتطلب ٣ مشاريع ضخمة: إعادة الإعمار بعد الصراع، ومزيد من الأمن، وتوفير الحكم الرشيد، والعراقيون فقط يمكنهم القيام بهذه المهمة، لكنهم بحاجة لمساعدة الولايات المتحدة، وبينما يبحث ترامب عن دور مناسب لبلاده فسيكون من الحكمة أن نتذكر أنه لا ينبغى أن يحاول أن يفعل أكثر من اللازم، إننا هناك للمساعدة فقط، وليس للحرب نيابة عنهم.

والعنصر الرابع، هو فكرة «افعل الأمر بنفسك» فمثل عقيدة الرئيس الأمريكى الأسبق، ريتشارد نيكسون، يقول ترامب إنه يجب على حلفاء وأصدقاء أمريكا أن يتحملوا مسؤولية أكبر بخصوص أمنهم. ويبدو أن ترامب، مثل نيكسون، يتجه لنهج أقل تدخلا فى الحفاظ على الاستقرار الإقليمى، فيميل لمزيد من ضبط النفس فى ممارسة القوة العسكرية الأمريكية عندما لا يخدم الأمر المصالح الأمنية الحيوية للولايات المتحدة، فهو مصمم على إنهاء دور أمريكا باعتبارها شرطى الشرق الأوسط.

والعنصر الأخير فى نهج ترامب فى الشرق الأوسط هو تنحية مسألة الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان جانباً، فلا تشمل رؤية ترامب لدور أمريكا فى الشرق الأوسط فكرة الالتزام بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، وخلال الحملة الانتخابية قال ترامب إنه يتوق لأيام الطغاة الأقوياء الذين كانوا قادرين على الحفاظ على الاستقرار والنظام فى المنطقة، كما سخر من إنفاق المال فى الشرق الأوسط، إلا إذا كان مرتبطا بشكل مباشر بالأمن القومى الأمريكى.

وتماشيا مع هذه الآراء، يرجح أن يخفض تمويل الولايات المتحدة لتحسين الديمقراطية والحكم فى المنطقة، ولكن هذا الأمر لن يكون له تأثير ملموس كبير، فقد كانت المساعدات المتعلقة بالديمقراطية والحكم غير فعَّالة فى معظم دول الشرق الأوسط، خاصة مصر، فضلًا عن أنها كانت تثير توترات شديدة فى العلاقات «المصرية- الأمريكية».

ويرى أصدقاء أمريكا الاستبداديون الديمقراطية باعتبارها تهديداً وجودياً، وأظهر ترامب اهتماماً قليلاً بتعزيز حقوق المرأة والأقليات والفئات المهمشة فى الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن يظهر المزيد من الدعم لهذه الجماعات فى الخارج، ومن المحتمل أن ترحب القاهرة والرياض برفضه دفع الإصلاحات الداخلية فى البلاد. ويبدو أن ترامب سيتبع نهجا قوميا انعزاليا، وسيتجنب الأعباء والتشابكات الخارجية، وما إذا كان سيتبنى هذه الأفكار بالفعل عندما يواجه الواقع فى الحكم، هو أمر يجب أن ننتظر لرؤيته.

نقلًا عن موقع شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية

ترجمة- فاطمة زيـدان

نقلا عن المصرى اليوم

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث