» جيشك الوحيد».. 3 نساء يناضلن ضد السلطات السعودية من أجل حقوق رجالهن! - مقالات
أحدث المقالات

» جيشك الوحيد».. 3 نساء يناضلن ضد السلطات السعودية من أجل حقوق رجالهن!

» جيشك الوحيد».. 3 نساء يناضلن ضد السلطات السعودية من أجل حقوق رجالهن!

في التاسع من يناير (كانون الثاني) عام 2015، اخترقت صفوف الحشود المتزاحمة لرؤية عملية جلد الناشط الحقوقي رائف بدوي، سيدة ذات وشاح أسود، تقدمت بخطى عاجلة لتطلع على عملية تنفيذ الحكم.

كانت هذه الشابة الحاصلة على الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة هي شقيقة رائف، سمر بدوي، التي وقفت وعيناها رغم عصي دمعها تخبر بالكثير من الألم، كانت جلدات سوط عنصر الأمن السعودي يمر مع إحصائها خبايا ذكريات ولت لحياتها وشقيقها، وتمر معها أيضًا خيبة حلم لم يأت بنيل جملة من الحقوق في الوطن، ورغم تلك التجربة واصلت سمر وغيرها من النساء معركة نضال قوية ضد السلطات السعودية دفاعًا عن رجالهن السعوديين.

إنصاف.. تجوب العالم من أجل حرية رائف بدوي

من شقة صغيرة في مدينة شيربروك الكندية، ودون أن تقيدها مسؤوليتها كأم لثلاثة أطفال، تخوض السعودية إنصاف حيدر معركة طويلة تهدف لنزع حرية زوجها، رائف بدوي، المسجون للعام الثامن في السجون السعودية، فهي امرأة تتمسك بكل وسيلة قد تفضي لفك قيد زوجها.

فرغم التضامن الكبير مع زوجها؛ إلا أن الجزء الأكبر يأتي من نشاط إنصاف، ففي كل يوم لديها شيء ما تؤديه من أجل رائفأحيانًا يكون جدولها مشابهًا لجدول رجل سياسي كبير، مواعيد ولقاءات متعددة مع جهات حقوقية وإعلامية، وأحيانًا مثل جدول مضيفة الطيران، تجوب دول العالم بوثيقة سفر كندية حصلت عليها باعتبارها لاجئة سياسيّة، من أجل حشد المزيد من الدعم والضغط على المملكة للإفراج عن زوجها.

فهي لا تكف عن التواصل مع «منظمة العفو الدولية» وغيرها من المنظمات الحقوقية، في محاولة إبقاء موضوع اعتقاله حاضرًا في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لإيمانها أن رائف الذي ناضل من أجل الظفر بالزواج بها بعد قصة حب استثنائية يستحق كل جهدها، إذ تقول:»:مستعدة للمشاركة في كل لقاءات العالم، إن كنا أنا ورائف سنشارك بها معًا».

في العشرين من سبتمبر (أيلول) 2017، دعت إنصاف مجلسَ حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إلى حرمان السعودية من مقعدها في المجلس، ما لم تطلق سراح زوجها، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، تمكنت إنصاف من تحقيق إنجاز لصالح زوجها عندما توسطت لدى البرلمان الأوروبي، للتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن إطلاق سراح زوجها.

واستبشرت إنصاف خيرًا بوصول وجوه جديدة إلى سدة الحكم في السعودية؛ آملة أن يعفو الملك الجديد عن زوجها بعدما عفا عن سجينتين سياسيتين، من بينهما الناشطة التي أسست مع رائف مدوَّنة «الليبراليون السعوديون» عام 2008، ولم تتردد عن مناشدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإطلاق سراح زوجها وقالت في مقابلة مع قناة «الحرة» الأمريكية إن: «التغييرات التي جرت مؤخرًا في السعودية أعطتني المزيد من الأمل في أن يتم إطلاق سراح رائف».

وفيما تمضى إنصاف وهي تستلم عدة جوائز خصصت لزوجها داخل معتقله، وتدعو إلى تظاهرات ووقفات احتجاج عدة في دول مختلفة؛ تزداد حسرتها كلما نظرت فرأت أن ما كان يطالب به زوجها من حقوق في السعودية قد تحقق، فقد كان يطالب بالسماح للمرأة بالقيادة، وافتتاح دور سينما، والحد من سلطة رجال الدين، وكلها أمور حصلت الآن في السعودية، بينما لا يزال رائف يقبع في السجن.

سمر.. الدفاع عن الزوج حتى اللحاق به في المعتقل!

ولدت السعودية سمر بدوي في العام 1981 بجدة، منحدرة من قبيلة شمر الشهيرة، ونشأت كفتاة متمردة على الكثير من القوانين والعادات والتقاليد من حولها، لكن تمردها الأول الذي برز للمجتمع السعودي ارتبط بخروج خلافها مع والدها إلى العلن يوم الرابع من أبريل (نيسان) 2010.

إذ اتهمها والدها بالعقوق، وسُجنت بتهمة «عصيان ولي أمرها» سبعة أشهر، لكن تأكيدها على تعنيف والدها لها لمدة 15 عامًا ولجوئها إثر ذلك إلى أحد دور الرعاية السعودية، دفع المجتمع السعودي والدولي إلى التعاطف معها. ونتيجة لذلك؛ أفرج عنها في 25 أكتوبر )تشرين الأول) 2010، ونقلت الوصاية عليها إلى عمها. ترافق مع هذا النصر لسمر خبرًا سارًا آخر؛ هو زواجها بالمحامي ورئيس «مرصد حقوق الإنسان» في السعودية، وليد أبو الخير، الذي دافع عن سمر وتزوجها بعد إطلاق سراحها.

بيد أن سمر تابعت بقوة مسيرتها في مجال حقوق الإنسان وركزت على المطالبة بحقوق السعوديات، خاصة المطالبة بإسقاط نظام ولاية الرجل في السعودية، والمشاركة في حملة قيادة المرأة للسيارة، فكانت أول مواطن سعودي يرفع دعوى قضائية للمطالبة بحق المرأة في التصويت، حدث ذلك في العام 2011؛ حين قاضت وزارة الشؤون البلدية السعودية بسبب رفض تسجيلها في الانتخابات البلدية، وهي الخطوة التي نزعت بعدها سمر جائزة «أشجع نساء العالم» من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في 8 مارس (آذار) عام 2012.

محطة النضال الأهم في مسيرة سمر ارتبطت باعتقال زوجها وشقيقها، فالأخير هو الناشط السعودي رائف بدوي حكم عليه في يوليو) موز) 2013 بالسجن 10 سنوات، بعدة تهم بينها الإساءة للدين الإسلامي، وتأسيس موقع إلكتروني يقوّض الأمن العام ويسخر من رموز دينية، فيما اعتقل زوجها يوم 15 أبريل (نيسان) 2014 وحكم عليه بالسجن 15 عامًا بتهمة إثارة الفتنة وازدراء القضاءتقول سمر في حديثها لـ«بي بي سي»: «المرأة سجينة حتى وهي غير معتقلة، تحركها صعب ومواصلاتها صعبة، حتى أنها لا تستطيع الإنابة عن زوجها في غيابه لأنها تعامل مثل القاصرين من النظام والدولة».

وخاضت سمر حملة نشطة من أجل إطلاق سراح الاثنين، زوجها وشقيقها، مشددة فيها على أن المحكمة السعودية «تنفذ أوامر وزارة الداخلية»، وأن الغرض من أحكامها هو إخراس نشطاء حقوق الإنسان السعوديين، وقد أدى وقوفها مع زوجها حتى بعد انفصالهما في عام  2015، بعد شهور من دخوله السجن؛ إلى اعتقالها من جديد في عام 2016 بتهمة تشغيل حساب زوجها في التعبير عن كافة أفكارها ومواقفها، وأودعت في السجن المركزي في ظهران، حيث يسجن شقيقها رائف وزوجها السابق.

لكن برغم إطلاق سراح سمر بعد يوم فقط من إلقاء القبض عليها؛ إلا أنها بقيت في نظر السلطات السعودية من المحرضين الرئيسيين على النظام السعودي، ولذلك اعتقلت مجددًا في أغسطس (آب) 2018، لكن هذا الاعتقال لم يمر كسابقيه بفعل انتقاد كندا لاعتقال سمر، ومجموع نشطاء في مجال المجتمع المدني وحقوق المرأة في السعودية، وهو الانتقاد الذي خلق الأزمة السعودية الكندية التي ما تزال آثارها قائمة، فقد قالت وزيرة الخارجية الكندية، إن كندا :«منزعجة للغاية من اعتقال سمر أخت المدون السعودي المعتقل رائف بدوي من قبل السلطات السعودية». ولا تزال سمر حتى الآن، قيد الاعتقال في المملكة.

خديجة.. تقض مضاجع السعودية بالبحث عن قتلة خاشقجي

قبيل تاريخ الذي سجل فيه اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وهو الثاني من أكتوبر )تشرين الأول) 2018، لم يكن اسم التركية خديجة جنكيز معروفًا لدى الكثيرين.

بدأت معرفة خديجة بجمال قبل عام ونصف من حادثة اغتياله، بمتابعته كإعلامي سعودي معارض، برز بشكل كبير بعد خروجه من عباءة الأسرة الحاكمة في السعودية في السنوات الأخيرة، إذ وجدت معه الكثير من النقاط المشتركة.

الصحافي المنفصل عن زوجته السعودية، بادل خديجة الإعجاب وعجل لوضع علاقتهما في إطارها الطبيعي بالزواج من السيدة التركية، وهو القرار الذي كان سببًا رئيسيًا في لجوئه إلى السفارة السعودية بتركيا لاستخراج أوراق رسمية، حيث وقعت هناك حادثة قتله التي هزت العالم.

لم تكتفِ خديجة بالإبلاغ عن فقدان جمال داخل السفارة السعودية، تلك اللحظة التي شغل فيها العالم بمصير الرجل، حتى انكشفت التفاصيل البشعة حول عملية قتله وتقطيعه وإخفاء جثته حتى يومنا هذا؛ بل كانت خديجة مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الموثوقة التي تفيد بأن جمال لم يخرج على قدميه من السفارة السعودية في إسطنبول، وهو الأمر الذي نفته السفارة حينها، حتى ثبت عكسه.

بعد 11 يومًا من حادثة اغتيال جمال، كتبت خديجة رسائل مؤثرة تحتفل بعيد ميلاد جمال أو بالأحرى تنعى رحيله، فكتبت عبر صفحتها على «تويتر»: «في ذكرى يوم ميلاد جمال خاشقجي الستين: كانت خطتي لهذا اليوم 13 أكتوبر أن أصنع مفاجأة لخطيبي جمال وأدعوا فيها كل أصدقائه المقربين في أحد مطاعم البسفور بإسطنبول إذ أن هذا اليوم هو يوم ميلاده، ولكن»، ثم أخذت تتساءل حائرة متحسرة «أين جمال خاشقجي»، «ضاع حلمي» و«يوم ميلاده».

بيد أن خديجة سرعان ما تغلبت على خطابها العاطفي، واندفعت نحو تحديد وجهة أكثر أهمية تتمثل في خوض خطاب إعلامي، يطالب الحكومة السعودية بالكشف عن مصير خطيبها، فكتبت: «أطالب السعودية بالإفصاح رسمياً عن مصير خطيبي جمال خاشقجي المختفي منذ عشرة أيّام بعد دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول وعدم خروجه منها إلى يومنا هذا»، ودعت خديجة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ إلى كشف المسؤولين عن قتل خاشقجي، فقالت: «أعتقد أن الملك سلمان لديه ضمير وأنه سوف يساند الجهود التركية، فالسلطات السعودية أقرت بمقتل خاشقجي بعد عدة أيام مما حدث له ولكنها لم تكن متعاونة في الإجراءات القانونية بعد ذلك».

ولأن خديجة تدرك أن العقوبات لا يمكنها أن تُعيد خطيبها، حددت هدفها في دفع المجتمع الدولي لتحديد المسؤولين عن قتل جمال ومعاقبتهم، وتحقيق العدالة، فركزت جهودها نحو الولايات المتحدة الأمريكية، لترفض في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، قبول دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب لزيارة البيت الأبيض؛ لاعتقادها أن هذه الزيارة تهدف إلى استمالة الرأي العام لصالحه، وكذلك شددت على عدم إفساح المجال للتستر على عملية قتل خطيبها، وأضافت خديجة: «على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يساهم بالكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة، لا يجب أن يفسح المجال أمام التستر على عملية قتل خطيبي، دعونا لا نسمح للأموال بأن تلوث ضمائرنا وتدفعنا للتنازل عن قيمنا». ثم كتبت رسالة في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، طالبت فيها ترامب، بـ«إلقاء الضوء على اختفاء خطيبها».

ولا زالت خديجة تواصل دون كلل العمل من أجل قضية جمال، ففي نهاية يناير (كانون الثاني) 2019، التقت الوفد الأممي المكلف بالتحقيق في مقتله، لتطلعه على كافة التفاصيل والمعلومات التي تملكها حول القضية. كما أن خديجة قدّمت طلبًا للبرلمان الأوروبي دعت فيه إلى عدم معاقبة القتلة فحسب، بل محاسبة الذين أصدروا الأوامر لهم أيضًا؛ عبر إجراء تحقيق دقيق ومستقل في قضية مقتل خطيبها خاشقجي.

وفي الرابع من فبراير (شباط) 2019، أعلنت خديجة طرح كتاب «جمال خاشقجي، حياته وكفاحه وأسراره»، وسيلة لإحياء قضيته ونيل حقه، ويتضمن الكتاب معلومات عن اليوم الذي تعرفت فيه خديجة على جمال في إسطنبول، وكيف بدأت العلاقة بينهما.

 

المصادر

إنصاف حيدر تناضل من أجل حرية زوجها المُدوِّن السعودي رائف بدوي

إنصاف حيدر:

رائف بدوي.. مدون سعودي وراء القضبان

زوجة أشهر سجين سعودي تكشف عن وساطة أمريكية لإطلاق سراحه

سمر بدوي.. من هي المرأة التي أثارت أزمة بين السعودية وكندا؟

من هي سمر بدوي التي ذكرتها كندا خصيصاً في بيانها وتسببت بأزمة مع السعودية؟

شقيقة رائف بدوي تودي بالعلاقات السعودية الكندية

Saudi Arabia expels Canadian ambassador after Ottawa criticizes arrests of Saudi activists

Saudi Arabia’s Ugly Spat With Canada

قضية رائف بدوي، المدون السعودي، تثير قلقا أمريكيا

وفد التحقيق الأممي يلتقي خطيبة خاشقجي في إسطنبول

خطيبة جمال خاشقجي تكشف عن خطتها لذكرى ميلاده.. وتطالب السعودية بمعرفة مصيره

خطيبة خاشقجي تدعو الاتحاد الأوروبي لمعاقبة الآمر بقتله

 

ساسة بوست

 

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*