القصة الكاملة للدعوات الفرنسية والجزائرية بحذف آيات من القرآن.. وأزهريون: حقد على شريعتنا الإسلامية - مقالات
أحدث المقالات

القصة الكاملة للدعوات الفرنسية والجزائرية بحذف آيات من القرآن.. وأزهريون: حقد على شريعتنا الإسلامية

القصة الكاملة للدعوات الفرنسية والجزائرية بحذف آيات من القرآن.. وأزهريون: حقد على شريعتنا الإسلامية

ياسمين مبروك

اهتزت أركان مؤسسة الأزهر الشريف، عقب تصاعد وتيرة، مطالبة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي و300 شخصية فرنسية عامة، بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم، حيث أكد الأزهريون أن تلك المطالبات، تنم عن جهل أصحابها، وحقد على شريعتنا الإسلامية.

دعوات فرنسية بحذف آيات من القرآن الكريم

البداية، حينما وقع الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي و300 شخصية فرنسية عامة، على عريضة نشرتها صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، للمطالبة بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم.

ويتحدث المقال الذي نشرته الصحيفة الفرنسية تحت عنوان "ضد معاداة السامية الجديدة" عن "تطرف إسلامي"، ويدق ناقوس الخطر ضد ما تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية.

وحث الموقعون - وبينهم رئيس الوزراء السابق مانويل فالس، والمغني شارل أزنافور، والممثل جيرار ديبارديو - سلطات المسلمين على تعطيل آيات من القرآن، بدعوى أنها "تحث على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين".

ووقع على العريضة شخصيات عربية وإسلامية، منها الروائي الجزائري بوعلام صلصال، ومحمد علي قاسم، وهو مفتي جالية جزر القمر في فرنسا، والمدون الفلسطيني وليد الحسيني، بالإضافة إلى مغنين وممثلين وكتاب ومسؤولين دينيين يهود ومسلمين وكاثوليك،

ومن بين أبرز الموقعين: رئيس تحرير صحيفة "شارلي إيبدو" السابق فيليب فال الذي قام بتحرير البيان، وإيمانويل فالس وهو رئيس وزراء سابق، وجون بيار رافاران وهو رئيس وزراء سابق، والمغني شارلي إزنافور، وبيرنار هنريب ليفي، وهو أكاديمي وإعلامي يهودي فرنسي، والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو.

مقترح جزائري بإلغاء سورة الإخلاص

وبالتزامن مع الدعوات الفرنسية، دعا باحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في مدينة وهران بالجزائر، إلى إلغاء سورة الإخلاص، ودرس فرائض الوضوء من المناهج التعليم الابتدائي وبرر دعوته بأن الطلاب الصغار يلقون صعوبة في فهم معنى تلك الفرائض رغم سهولة حفظها.

المُقتَرح الذي تزامن مع توقيت دعوات حذف بعض السور من القرآن في فرنسا، بحجة معاداة اليهود، قدّمه مدير مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعيّة والثقافيّة في وهران الدكتور جيلالي مساري، وذلك خلال مُداخلته بالمُلتقى الدَّولي حول تدريس التربية الإسلاميّة في المُؤسّسات الرسميّة.

المُبرِّر الذي يُقدِّمه مساري لمُقترحه هذا، يأتي في سياق صُعوبة استيعاب التلميذ معانيها، وعدم مُطالبته حفظها، وهو في سن صغيرة، وهذا التلميذ بحسب مساري أيضاً لا يفهم معاني السورة رغم سُهولة حِفظها، والطفل برأي الدكتور يفهم الأشياء المُجرّدة، ولا يفهم مُحتوى السُّور.

 

لم يكتفِ مساري بمُقترحه الدَّاعي إلى إلغاء السُّورةِ المَذكورة، بل دعا وخِلال نفس المُلتقى، إلى إلغاء درس فرائض الوضوء، وبذات التبرير الذي يقول إنها صعبة على ذِهن تلميذ الابتدائي.

"الأزهر": لا تجميد أو حذف لحرف من القرآن الكريم

ومن جهته، أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن مطالبة 300 شخصية فرنسية بتجميد أو حذف آيات في القرآن الكريم، يدّعون أنها تحث على قتل غير المسلمين، مطالبة غير مبررة وغير مقبولة وهي والعدم سواء، وتدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير.

وقال "شومان"، إن القرآن الكريم ليس به آيات تأمر بقتل أحد دون ارتكاب جريمة من الجرائم الموجبة لقتل الفاعل، كقتل أي شخص عمدًا، مشددًا على أن الإسلام ليس مسؤولا عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات، وأخذهم بظاهرها دون الرجوع لتفاسير العلماء لها، وما ظنه هؤلاء بآيات تنادى بقتلهم وهي آيات سلام في حقيقتها، فآيات القتال كلها واردة في إطار رد العدوان إذا وقع، وليس إيقاعه على الغير، وهذا مبدأ لا خلاف حوله حتى بين المطالبين بتجميد هذه الآيات.

وأضاف وكيل الأزهر، أن كل الأديان، وحتى التشريعات الوضعية، تقر حق الدفاع عن النفس والوطن والعرض، ورد كل صور الاعتداء، وحتى الأمر بإعداد القوة لإرهاب المعادين في قول الله: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ..." هي في حقيقتها آية سلام، لأن من يفكر في حربنا إذا اطّلع على قوتنا خاف من مواجهتنا، فامتنع عن الاعتداء علينا وقتالنا، ونحن لا نقاتله طالما سالمنا، فكان إعداد القوة والتسلح بها مانعا للحرب بيننا وبينهم.

وطالب وكيل الأزهر المطالبين بمثل هذه المطالب الغريبة والشاذة وغير المقبولة، إلى ضرورة أن يفهموا كتاب الله تعالى فهما صحيحا، أما إذا اعتمدوا على فهمهم المغلوط فليذهبوا بفهمهم الخاطئ إلى الجحيم.

مرصد الإسلاموفوبيا: تسبب نمو التطرف

وانتقد مرصد الاسلاموفوبيا، التابع لدار الافتاء المصرية، هذه المطالبات، معتبرا أنها قد تكون "سببا في الهجوم والاستعداء على المسلمين في فرنسا، ونشوء حالة من الصراع والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد".

وطالب المرصد، بردة فعل قوية ضد هذه الدعوات العنصرية، مؤكدا على أن إتاحة الفرصة أمام هذه الدعوات للظهور أو التضامن معها يغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا من جهة، ويعزز من شعور الأقليات المسلمة بالتهميش والعنصرية ضدهم من جهة أخرى، بجانب كونها سببا لنمو ظاهرة التطرف والإرهاب.

"عبد الحميد": حقد وغل لشريعتنا

فيما انتقد صالح عبد الحميد محمد عضو لجنة الفتوى بالأزهر، تلك الدعوات الغريبة، مشددًا على أن موقفنا واضح وثوابت شريعتنا من قرآن وسنة صحيحة ثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم لن يتم مجرد النقاش حول تجميد شيء منها وخصوصا ما يتعلق بدستور هذه الأمة وهو القرآن الكريم.

وأضاف "عبد الحميد"، في تصريحه الخاص لـ"الفجر"، أن دعوات تجميد آيات من القرآن، تدل على جهل أصحابها، وظهر جليًا ما يخفونه في صدورهم من الغل والحقد لشريعتنا، موضحًا أنه لا توجد أي واحدة تدعو للقتل أو الاعتداء على الآخر بل هذه الآيات التي يدعوا أنها تحث على التطرف والإرهاب جاءت في معرض الحديث عن الدفاع عن النفس وألزمت المسلمين بعدم البدء بقتال أحد أو التعرض له ما دام مسالمًا معنا وهناك عشرات الآيات والأحاديث التي تبرهن على ذلك.

وأكد عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أن تلك الدعوات مرفوضة شكلًا وموضوعًا لأنها تبرهن على جهلكم وحقدكم الدفين للإسلام والمسلمين، موجهًا حديثه لأصحاب الدعوات، "إن كنتم منصفين حقًا وتبحثون عن الحقيقه فاسمعموا منا وراجعوا التفاسير التي نعتمد عليها كمسلمين وكفاكم تعصبًا وازدراء للأديان".

"غانم": القرآن خلا من التحريف والشذوذ

واتفق معه علي محمد غانم عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، بقوله؛ إن المطالبون بحذف آيات من القرآن الكريم، يتبنون فكر التطرف والإرهاب، على عكس ما يدعون على القرآن الكريم.

وأوضح "غانم"، في تصريحه الخاص لـ"الفجر"، أنه القرآن الكريم لا توجد به آية واحدة تدعو لقتال غير المسلمين دون سبب، بل لن نجد آية تحض على بداية القتال من جانب المسلمين، مستشهدًا بقول الله تعالى:{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]، فإن صد اعتداء الآخرين أمر لا يختلف عليه العقلاء، وجاء الأمر من الله تعالى بعدم الاعتداء على الآخرين طالما لم يعتدوا على المسلمين قال تعالى : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].

وتابع عضو هيئة التدريس بالأزهر، إن القرآن الكريم هو كتاب سماوي خلا عن التحريف وعن الشذوذ، لا يمكن لأي واحد بأي حال من الأحوال أن يتدخل فيه ولو بحرف واحد، وهذه الدعوات ونحوها لا تبالي أن تطعن في دين الله ليل نهار، وقد تناسوا هذه الجرائم التي ارتكبوها باسم العنصرية واستحلال موارد البلاد وقتل العباد.

"الأوقاف": دعوات مغرضة لن تتحقق

ولم تغفل وزارة الأوقاف عن مهاجمة الدعوات الفرنسية، حيث يقول حسين دسوقي كبير أئمة الأوقاف، لن نسمح بأي حال بحذف حرفًا واحدًا من كتاب الله الذي قال فيه رب العزة ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)سورة ص 29.

وتابع "دسوقي"، في تصريحه الخاص لـ"الفجر"، أنه لا يحق لأحد مهما كان أن يدعوا لحذف حرف واحد من القرآن، ويقول الله سبحانه؛ (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) (105) الإسراء.

الفجر المصرية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث