رؤية – محمود طلعت
الرياض - بدأت أعمال الجلسة المفتوحة للقمة الإسلامية الأميركية في الرياض، الأحد، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوم بزيارة تاريخية للمملكة العربية السعودية، وذلك بمشاركة 55 دولة عربية وإسلامية.
وافتتح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة بتوجيه الشكر للرئيس الأمريكي على استجابته للحضور والمشاركة في القمة، معربا عن سعادته وامتنانه لاختياره المملكة كأول رحلة ومشاركة خارجية، بحسب "وكالة الأنباء السعودية".
وأكد الملك سلمان أن الدول العربية والإسلامية التي تجاوزت 55 دولة وعدد سكانها قرابة المليار ونصف المليار تعد شريكا مهما في محاربة قوى التطرف والإرهاب، مؤكدا حرصه على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات.
وأضاف "إن لقاءنا بفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها بالكثير من دولنا أواصر الصداقة والعلاقة والوطيدة يجسد اهتمام فخامته".
وقال العاهل السعودي إن "النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة، وغيرها".
وأضاف بأن "هذه الأفعال البغيضة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية.
وأشار إلى أن أحد أهم مقاصد الشريعة هو حفظ النفس ولا شرف في ارتكاب جرائم القتل فالإسلام دين السلام والتسامح، مضيفا "لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوهة لديننا تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف".
وأكد أن الإسلام دين الرحمة والسماحة والتعايش تؤكد ذلك شواهد ناصعة إذ قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام.
وخاطب الملك سلمان الحضور بالقول: "إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها"، لافتا إلى نجاح المملكة في التصدي للأعمال الإرهابية وإحباط محاولاتٍ إرهابية كثيرة بمساعدة الأشقاء والأصدقاء في دول العالم.
وأشار إلى "ما عانته المملكة طويلاً وكانت هدفاً للإرهاب لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين حيث يسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة، مضيفا "نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه.
وتابع الملك سلمان بالقول: "وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفاً وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته.. والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل".
وأضاف: "لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية".
وقال خادم الحرمين الشريفين "إننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلّت ثورة الخميني برأسها عام 1979م".
وأعلن خادم الحرمين الشريفين إطلاق المركز العالمي لمكافحة التطرف الذي يهدف لنشر المبادئ الوسطية والاعتدال. وقال "وهو ما دعانا جميعاً إلى تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب".
وأكد عزم المملكة في القضاء على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها، مضيفا "أبداً في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه.
واوضح الملك سلمان أن هذا الاتفاق سيكون نموذجاً يحتذى به مجددا التأكيد أنه وباسم قادة الدول الإسلامية لن يكون هناك تهاون، متطلعا إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلاً.
وأشار الملك سلمان للاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.
ومضى كلمته بالقول إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحياتٍ مشتركة وعزيمة صادقة.
وشدد العاهل السعودي على أنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها.
وختم الملك سلمان كلمته بالقول "نحن عازمون - بإذن الله - على التمسك بالتنمية كهدفٍ استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة".
موقع رؤية