خالد منتصر
قلنا وكررنا ووضّحنا مراراً وتكراراً أنه لا خصومة ولا معركة مع الأزهر، الكيان التاريخى، ولكنه مع التيار الوهابى الذى يريد اختطافه، هناك تيار الشيخ شلتوت وعبدالمتعال الصعيدى وأبورية وسعد هلالى، وهناك تيار عمر عبدالرحمن والبر، مفتى الإخوان،
والآن تيار شومان وحسن الشافعى ومحمد عمارة، ومن الممكن أن يجادلك الأزهرى فى أسماء كثيرة قائلاً: اثبت لى أن فلان ده وهابى أو إخوانى، ومن الممكن أن نقبل هذا الجدل ولا نستطيع حسمه، إلا أن هناك اسماً لا يمكن أن تجادل فى هواه الإخوانى، وهو اسم د.محمد عمارة، الماركسى السابق والقطبى اللاحق!!، وعندما انتقدته فى مداخلة على قناة الـdmc كان الرد من ضيف البرنامج د.الشحات الجندى أن علماء الأزهر كانوا ممتعضين أو مستائين أو غير راضين عن موقف د.عمارة، وأن شيخ الأزهر قد اتخذ قراراً بعزله من منصبه كرئيس تحرير لمجلة الأزهر، ل
كن هل هذا العزل كان عن اقتناع بأنه لا مكان لإخوانى فى مؤسسة الأزهر أم أنه كان عزلاً بطعم الترقية، واختفاء بنكهة الاحتفاء وانتظاراً حتى تمر الريح، فيبحر قارب عمارة بشراع الأزهر ومجداف هيئاته العليا؟!!، المدهش والغريب أن د.محمد عمارة ترك رئاسة التحرير ليظل متربعاً على كرسى هيئة كبار العلماء التى هى بمثابة محكمة النقض فى الأحكام الشرعية والفقهية والرقيب الرئيسى على أنفاسنا وأفكارنا الدينية، التى لا راد لكلماتها وفتاواها، فهى من وجهة نظر الأزهر مرادف إجماع الأمة!، وبجانب هيئة كبار العلماء،
فهو كان عضواً فى مجمع البحوث الإسلامية، يعنى امتلك الحسنيين!!، د.عمارة عضو هيئة كبار العلماء، يا فضيلة الإمام، ضيف مزمن على قنوات الإخوان بمداخلاته ذات اللغة الإخوانية المليئة بالحقد والغل الذى تتميز به مداخلات وعبارات عصابة البنا، هل فضيلتك لم تستمع إلى هذه المداخلات؟،
هل فضيلتك موافق على ما قاله فى بيانه الذى سماه بيان للناس بأن 30 يونيو انقلاب عسكرى باطل شرعاً؟!، هل توافق على تسميته للشعب المصرى بالخوارج فى مداخلة برنامج الشريعة والحياة على الجزيرة مباشر التى قال فيها لا فض فوه: إن الإخوان المسلمين
هم الحاملون لمشروع النهضة الإسلامية، وهم الأقرب للفكر الإسلامى الوسطى!!، وهذا معناه أن من يجلس معكم فى اجتماعات هيئة كبار العلماء مقتنع بأن ممثل الوسطية ليس الأزهر، وإنما الإخوان!!، هل تتذكر فضيلتك ملحق عدد مجلة الأزهر، الذى صدر فى زمن د.عمارة شهر شعبان 1436، الذى كان بعنوان دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام الذى كان يوزع مجاناً مع المجلة الذى يقع فى 232 صفحة كلها إساءات للأقباط؟،
هل لا تشاركنى الشك فى أن الانتحارى الذى فجر الكنيسة كان قد قرأ فى كتيب عمارة عن أن المسيحية ديانة فاشلة، وأن السبب فى فشل المسيحية هى بذور الضعف التى بداخلها؟!، أتمنى أن يجيبنى الأزهر، وأن تتكرم فضيلتك وتمنّ على شخصى الضعيف بالإجابة عن سؤال مهم، هل الاحتفاظ بالدكتور عمارة، الذى يهاجم الدولة بكل قوة، وإخوانى الهوى بكل حماس، الذى يعتبر حربه ضد الأقباط حرباً مقدسة، هل الاحتفاظ به هو اقتناع بأفكاره، وموافقة عليها، أم أنها مجرد سهو فى غمرة مشاغلكم الكثيرة أعانكم الله عليها؟!!.