مصر وحماس في مواجهة داعش - مقالات
أحدث المقالات

مصر وحماس في مواجهة داعش

 مصر وحماس في مواجهة داعش

مصر تقوم بالتقرب من سلطة حماس في غزة. فقد قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي فتح معبر رفح في هذا الاسبوع بين مصر والقطاع يومين في الاسبوع. هذه خطوة غريبة على خلفية كراهية الرئيس المصري للاخوان المسلمين، الحركة التي تنتمي لها حماس. وعلى مفتاح فهم هذه الخطوات يحضر «العدو رقم واحد لمصر»، وهو الدولة الإسلامية.
لم تنجح مصر حتى الآن في القضاء على داعش في شبه جزيرة سيناء. فقد قامت منظمة انصار بيت المقدس في سيناء بتقديم ولاءها للدولة الإسلامية في العام 2014. ومنذ ذلك الحين قتل وأصيب مئات المصريين في العمليات الإرهابية التي نفذها داعش.
هذا رغم حقيقة أن إسرائيل استجابت لكل طلب مصري بادخال القوات المصرية إلى هناك خلافا لاتفاق كامب ديفيد. وحسب تقارير مختلفة، هي تقوم بتقديم المساعدة الاستخبارية والعسكرية لمصر في حربها ضد المتمردين في سيناء.
وبسبب أن داعش يحصل على السلاح والمواد المطلوبة لاعداد العبوات من قطاع غزة، تحاول مصر اغلاق خط التمويل هذا، وهي تفعل ذلك بواسطة الكشف عن الانفاق وتدميرها واغراقها بمياه البحر. وهي تحاول الآن القيام بذلك من خلال الضغط على حماس. الصفقة المقترحة هي فتح معبر رفح في اوقات متقاربة وتخفيف الضائقة عن الاقتصاد، وفي المقابل يطلب من حماس وقف تزويد السلاح لمؤيدي الدولة الإسلامية.
يوجد لحماس سبب جيد، ليس اقتصاديا فقط، للاستجابة لهذا الطلب: الجهات الإسلامية تهدد حكم حماس في قطاع غزة، وتزعم أنها فاسدة ولا تقوم بمحاربة العدو الصهيوني بالشكل المناسب. وهي تقوم ايضا باطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتدرك أن الرد الإسرائيلي سيركز على بنى حماس التحتية وليس على من يطلقون الصواريخ. اضافة إلى ذلك، قيادة الدولة الإسلامية في سوريا، اعتبرت الاخوان المسلمين كفارا يستحقون الموت، ولا سيما حماس «المتعاونة» مع دولة إسرائيل، لأنها تحصل منها على الكهرباء وتمتنع عن مقاومتها.
مصر تقوم ايضا بمعاقبة السلطة الفلسطينية. وهي لا تقبل انتقادات القيادة الفلسطينية. وقد قدمت مؤخرا «قائمة سوداء» لبعض القادة في السلطة غير المرغوب فيهم، حيث لم يسمح لجبريل الرجوب الذي كان رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة سابقا، بالدخول إلى مصر. وهذه تعتبر بشرى جيدة لإسرائيل، لأن الرجوب تحدث أكثر من مرة بشكل متطرف نحونا، حيث قال مثلا إنه لو كان يوجد للسلطة الفلسطينية سلاح نووي لكان استخدمه ضد إسرائيل. مصر تؤيد محمد دحلان الذي كان من قادة فتح في السابق في قطاع غزة، واضطر إلى الهجرة بعد اتهامه بالفساد ومحاولة الانقلاب.
ويعتبر دحلان في إسرائيل شخصا معتدلا، وهناك من يعتبره بديلا مناسبا لأبو مازن. وحتى الآن توجد لدحلان صلة بما يحدث في غزة، وقد أنشأ صندوق لادخال الاموال إلى غزة.
حماس تتعرض للضغط من اليمين من الإسلاميين الاكثر تطرفا منها، ومن اليسار من دحلان الذي يريد أن يكون الرئيس القادم للسلطة، ومن الخارج من المصريين الذين يريدون وقف مساعدة انصار بيت المقدس، ومن إسرائيل التي ترد بشدة على كل عملية اطلاق نار.
في هذه الظروف سيكون من الصعب على السنوار، رئيس حماس الجديد والمتطرف، اتخاذ قرار الخروج في مواجهة شاملة ضد إسرائيل، وهذا جيد. مع ذلك يجب علينا تذكر أنه في الشرق الاوسط لا يتم التصرف دائما حسب المنطق.

افرايم هراره

ترجمة القدس العربى

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث