إعداد :حازم سعيد ، باحث مختص بقضايا الإرهاب الدولي ـ مصر ـ القاهرة
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
تزايد خطر الإرهاب الناجم عن أنشطة الجماعات والتنظيمات المتطرفة داخل ألمانيا،وتصنف السلطات الألمانية المتشددين المستعدين لممارسة الإرهاب أو المشاركة فيه في خانة “الخطرين”، وتخضعهم إلى رقابة دائمة، كما يتم تكبيل كثير منهم بالقيود الإلكترونية التي تكشف تحركاتهم للأمن عبر الأقمار الصناعية.
أفادت هيئة حماية الدستور الألمانية في يناير 2018 بتضاعف عدد المنتمين إلى التيار السلفي والجماعات المتشددة في العاصمة الألمانية مقارنة بما كان عليه من قبل ، وأوضحت الهيئة أن عدد المنتمين إلى هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة وصل إلى (950) شخصا، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2011، إذ كانوا (350) شخص فقط.
الجماعات المتطرفة ووسائل عملهم على الأرض وعلى الانترنيت
جماعة الشريعة الإسلامية: تنامت هذه الجماعة خصوصا في “برلين”، ومناطق أخرى في ألمانيا ،وهى جماعة مسلحة لديهم خبرة قتالية اكتسبوها من الحرب “الشيشانية – الروسية”، وهي مرتبطة ومنتشرة في المساجد السلفية الموجودة بـ”برلين”، بما فيها مسجد مقاطعة “فوسيلت 33” والتي كان يطلق عليها “خلافة برلين”، قوامها (100 (شيشاني مسلح.
وتحاول فرض مجتمع إسلاموي متشدد داخل المجتمع الألماني باستخدام التهديد الجبري لحث مواطني الشيشان بعدم الاندماج في المجتمع الألماني، ويجبر الفتيات الشيشانيات في ألمانيا بإعطاء معلومات هواتفهم حتى يتم ملاحقتهن في حال قاموا بالخروج لأي قاعدة أو عرف إسلامي .
نشرت جماعة الشريعة الإسلامية في مايو 2017، فيديو – صادر باللغة الروسية – تحذر فيه أبناء الجالية الشيشانية من الانخراط أو الاندماج داخل المجتمع الألماني، وعدم الامتثال لقوانين الشريعة الإسلامية،وإلا سيكون القتل هو جزاؤهم، الفيديو الذي تم نشره عبر خدمة “الواتس آب”، لأبناء الجالية الشيشانية، قامت إحدى المنظمات الروسية بالإبلاغ عنه.
وظهر في الفيديو رجل مقنع مشهرًا المسدس في وجه الكاميرا،وبحسب بيانات الهيئة الألمانية لحماية الدستور، فإن الولايات الألمانية الشرقية، لاسيما براندنبورغ وبرلين ، تعد محاور الارتكاز للمشهد الإسلامي الشمال قوقازي، كما أن هناك ما يسمى بمناطق ساخنة في ولايات شمال الراين-فيستفاليا وهامبورغ وبريمن”
أشار “هانز ماسن” رئيس هيئة حماية الدستور فى ديسمبر 2017 إلى إن “الميل للعنف والفنون القتالية للإسلاميين المنحدرين من شمال القوقاز يستلزم انتباه السلطات الأمنية في ألمانيا”.
جماعة ميلي غوروش : هي أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، مؤسسها التركي “نجم الدين أربكان” في ستينات القرن الماضي وتصنف على إنها مجموعة متطرفة جدا بحسب تقارير الاستخبارات الألمانية، وتخضع للمراقبة من قبل هيئة حماية الدستور في ألمانيا .
ويصف أحد زعمائها المتشدد التركي “مصطفى كملاك” الاتحاد الأوروبي بأنه “نادي المسيحيين واتحاد الصليبيين”،وكان يقدر عدد أعضاؤها في بداية تأسيسها (27000) عضوا ، وبلغ عدد أعضاؤها الآن حوالي (31000) عضو، تمتلك فروعا في الولايات المتحدة واستراليا والعديد من الدول الأوروبية.
جماعة الدين الحق: تنشط هذه الجماعة في “كولونيا” وهى جماعة سلفية جهادية تدعم تنظيم “داعش”، تتبنى خطابات الكراهية، تم حظرها بعد قرار من السلطات الألمانية، وأفادت تقارير أمنية أن هذه الجماعة أقنعت (140) منهم بالانضمام إلى المقاتلين في العراق وسوريا، إضافة إلى الإشادة بهجمات تنظيم”داعش” الإرهابية .
وذكرت دوائر أمنية أن الداعية “إبراهيم أبوأجي” الذي يقف وراء الجماعة السلفية المحظورة بألمانيا خطط لتوسع دولي لحملات التجنيد المشتبه فيها لصالح “داعش”، تم حظرها نهائيا فى ديسمبر2017 بعد قرار من السلطات الألمانية.
وكشف “بيترفرانك” المدعي العام الألمانى في يناير 2018 أن ما يقرب من (1000) شخص سافروا من ألمانيا إلى سوريا والعراق، ولقي منهم ما يتراوح بين (100) و (150) شخصا مصرعهم، وعاد (300) إلى ألمانيا.
حركة دولة الخلافة : تأسست عام 1986 ويرأسها التركى “ميتين قابلان” تتخذ من مدينة “كولون” الألمانية مقرا له وتهدف إلى نشر الفكر المتشدد وترفض مبادئ الفكر الديمقراطي وتكوين الأحزاب السياسية ، وكان القضاء الألماني حكم على “ميتين قابلان” في نوفمبر 2000 بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة التحريض على قتل أحد منافسيه على قيادة “دولة الخلافة”.
وسلمت ألمانيا “قابلان” إلى تركيا بعد أشهر من خروجه من السجن، وأصدرت وزارة الداخلية الألمانية قرارا بحظر نشاط المنظمة مطلع عام 2002 في إطار حملة مكافحة الإرهاب.
منظمة الإسلامي النشط السلفية: تنشط هذه المنظمة في مدينتي “مونستر” و”منشنغلادباخ “في ولاية الراين الشمالي، مؤسسها “سفين لاو” عام 2010، تنشط كبديل لمنظمة “الدعوة إلى الجنة” المحظورة ،في سبتمبر 2014 أثار “لاو” بعض الانتباه في ألمانيا عندما قام مع بعض السلفيين بمدينة “فوبرتال” بتأسيس ما سمي بـ “شرطة الشريعة”، التي حاولت إبعاد الشباب المسلمين عن التردد على قاعات القمار والحانات.
شرطة الشريعة : أطلقها عدد من الإسلامويين المتطرفين في شوارع مدينة “فوبرتال”، من خلال تنظيم دوريات حراسة ليلا لمراقبة السلوكيات وتطبيق متشدد لأحكام الشريعة، من أفرادها المدعو “سفين لا” السابق ذكره و أعلنت المجموعة أن “شرطة الشريعة” ما هي إلا حملة “دعائية” للفت الانتباه إليهم.
قضت “المحكمة الاتحادية”، وهي أعلى محكمة في ألمانيا، فى يناير 2018 بإلغاء حكماً قد صدر ببراءة (7) من “شرطة الشريعة” في مدينة “فوبرتال”، وبهذا الحكم يصبح القيام بارتداء ستر مكتوب عليها “شرطة الشريعة” وحث المسلمين في ألمانيا على التزام أسلوب حياة متشدد مخالفاً للقانون.
توحيد ألمانيا“: ينشط التنظيم خاصة على المواقع الاجتماعية مثل “فيسبوك ويوتيوب”،ويعتبر تنظيما منبثقا عن منظمة “ملة ابراهيم- توحيد جيرماني “، وكلاهما محظور في ألمانيا، إلا أنهما يقومان بدعاية سلفية جهادية وخطابات دعائية عبر الإنترنت، ومن أبرز أعضاؤها الجهادي الألماني” دنيس كوسبيرت”، الذي قتل في 2015 في سوريا.
وذكرت السلطات الألمانية فى يناير 2017 أن هناك الكثير من الجماعات السلفية التي تتشكل وتتواصل مع بعضها البعض عن طريق الشبكات الافتراضية بالدرجة الأولى، مثل الإنترنت أو مجموعات الواتس آب ومثل هذا الأمر لم نعرفه أبدا قبل بضع سنوات.
شبكة “أبو ولاء”: ومؤسسها أحمد عبد العزيز عبد الله، بمدينة “دورتموند”، وهى مركز لتجنيد أنصار لـ”داعش” على مستوى ألمانيا، لإرسالهم للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي في سورية والعراق، ويصنف الادعاء العام الألماني الداعية العراقي “أبو ولاء” كشخصية قيادية محورية لتنظيم” داعش” في ألمانيا
قال رئيس المحققين في المكتب المحلي للشرطة الجنائية بولاية شمال “الراين-ويستفاليا” فى سبتمبر 2017 أمام محكمة مدينة سيله الألمانية إن “أعضاء الشبكة كانوا يجرون محادثات حول هذه الخطط في المسجد التابع لجمعية “دائرة الإسلام الألمانية في هيلدسهايم” المحظورة حاليا
كتيبة”لوربيرغر” : التحق من خلالها نحو (20) شابا من بلدة “دنسلاكن” الألمانية بـ”الجهاد في سوريا”، وغالبيتهم تنحدر من حي “لوربيرغر”، وهذه المجموعة من الشباب التفّت حول أحد الوعاظ الذين لم تتحدد هويتهم بعد في هذا الحي، (24) على الأقل من جهاديي “لوربيرغ”ر لقوا مصرعهم في سوريا.
منظمة أنصار الأسير: وهو تنظيم سلفي ينشط داخل السجون الألمانية وينتمي غالبيتهم إلى مجموعات جهادية يقضون عقوبة السجن في السجون ألمانية.
خلية فولفسبورغ” الإرهابية: والتي مكنت نحو 20 جهاديا ألمانيا من السفر بين عامي 2013 و2014 من” فولفسبورغ” إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف تنظيم “داعش”.
نادي مساعدة المحتاجين: أسس هذا النادي ببلدة “نويس” الألمانية لدعم المسلمين المحتاجين، غير أن وزارة الداخلية بولاية “رينانيا الشمالية” تعتبره تنظيم سلفي متطرف.
منظمة الدعوة إلى الجنة السرية: يقودها “بيير فوجل” في “فريشن “بضواحي “كولون”، وحظرت النيابة العامة الألمانية نشاط “الدعوة إلى الجنة”، بدعوى التحريض على الكراهية.
يتوقع جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني مجابهة مخاطر جديدة بالنسبة إلى ألمانيا ،وسط مخاوف من أن تتولى أوساط السلفيين وغيرها من الجماعات المتطرفة في ألمانيا دورا أقوى ، وتخشى السلطات الألمانية أن يتم تفريخ جيل جديد من “الجهاديين”، وفى إطار ذلك بدأت ألمانيا في التخلي عن تساهلها تجاه الجماعات المتطرفة ،وحذرت السلطات الألمانية من أنشطة جمعيات ورابطات مرتبطة بمتشددين “إسلامويين” في الولايات الألمانية، وكثفت أجهزة الأمن الفدرالية من تبادل المعلومات” مع الإدارات الإقليمية التي يتعين عليها اتخاذ إجراءات لمواجهة تلك التيارات المتطرفة .
* المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات