القاتل من الأردن: ليس نبتة ضارة - مقالات
أحدث المقالات

القاتل من الأردن: ليس نبتة ضارة

القاتل من الأردن: ليس نبتة ضارة

المقابلة التي أجريت مع الجندي الاردني الذي قتل سبع فتيات إسرائيليات في نهريم قبل عشرين سنة، احمد موسى دقامسة، لم تدع مجالا للخطأ. الحديث لا يدور عن مجنون أو غبي، بل الحديث هو عن ورم وحشي إسلامي نموذجي، بالضبط مثل حماس، الذي يعبر عن ايديولوجيا دموية ضد الشعب اليهودي بشكل عام وضد دولة إسرائيل بشكل خاص، ومثله الكثيرين في اوساط الاخوان المسلمين في الاردن وفي العالم.
قناة «الجزيرة» وصفت القاتل بأنه بطل قتل «مستوطنات صغيرات»، وتجاهلت حقيقة أنه قتل فتيات يهوديات صغيرات اثناء رحلة مدرسية في نهرايم في العام 1997. في صور تحرره يظهر «بطل الإسلام» وهو يسير مثل الطاووس ويلبس النظارات السوداء وهو محاط بالمؤيدين وبالإعلام واللافتات، وتقوم وسائل الإعلام العربية بتصويره مثل أيقونة قومية للاردنيين الذين يعارضون التطبيع مع إسرائيل.
على مدى حقبة إسرائيل الجديدة، حاول مقربو قتلة اليهود الدفاع عنهم بالادعاء «لا بأس، إنه مجنون». وفي هذه المرة ايضا هرب القاتل من عقوبة الاعدام في الاردن بذريعة أنه متخلف عقليا. وتم اطلاق سراحه بعد قضاء حكم المؤبد، الذي فرض عليه.
المجنون هو الشخص الاستثنائي قياسا مع محيطه، لكن دقامسة ليس استثنائيا. هذه هي القناعة الإسلامية التي تبرر قتل المدنيين اليهود، ومن ضمنهم الفتيات الصغيرات، كجزء من الصراع الديني للقضاء على إسرائيل. صحيح أنه في الآونة الاخيرة، من اجل الحصول على التأييد الدولي، يحاول قادة حماس اخفاء هذا الجانب لقتل اليهود واستبداله لفظيا بالقضاء على إسرائيل وعلى الصهيونية «فقط»، لكن التحريض على قتل اليهود متجذر في قناعة حماس والاخوان المسلمين ومنظمات الجهاد في العالم كأساس لوجودهم الايماني والعملي.
في المقابلة التي اجراها عند تحرره تحدث دقامسة عن منطق المذبحة التي نفذها. وحسب اقواله لا يجب السماح بوجود إسرائيل، ولا يجب التطبيع معها أو تقسيم الاراضي الفلسطينية إلى دولتين. وقد فسر دقامسة فعله هذا وقال «اليهود في إسرائيل ليسوا سوى قمامة بشرية تم طردها من قبل الأمم إلى ارض المسجد الاقصى، ونحن سنقوم بطردهم بواسطة الحرب أو نقوم بدفنهم».
وصف دقامسة مع ذرف الدموع يوم دخوله إلى السجن: «لقد دخلت إلى السجن المؤبد وتركت ورائي طفلة عمرها اشهر، والآن هي حامل وستنجب لي حفيدا». قاتل الفتيات «الحساس» لم يعبر عن الرحمة تجاه ضحاياه، اللواتي خلافا لابنته، لم يصبحن أمهات. الحديث يدور عن تشوه للمعيار الاخلاقي، وهذا هو ما يميز المسلمين ورموز القتلة في التاريخ.
دقامسة الذي يؤيد المعارضة الإسلامية في الاردن ليس مجنونا. هذا هو الوضع النفسي الذي يميز اعضاء في البرلمان الاردني وفي اوساط المدنيين ونشطاء الإرهاب الذين يؤدون التحية الآن للقاتل.
إن من يقوم بالتحريض على القتل يحصد المذبحة. وتحريض الإسلام على قتل اليهود هو الذي تسبب بالدمار والقتل والاغتصاب والطرد الذي يقوم المسلمون به خدمة لـ «الدعوة» وباسم الله. وفي الوقت الذي يحارب فيه الملك عبد الله ضد التهديد الإسلامي في الداخل والخارج فان التحريض على القتل يزداد، بدل ازدياد الافكار التي تبناها الملك حسين، إبن سلالة النبي محمد، الذي ركع على ركبتيه بجرأة وشجاعة واعتذر من عائلات ضحايا «الجندي الاردني البطل»، منقذا بذلك لو القليل من احترام الله ورسوله ودينه الذين باسمهم يرتكب المسلمون هذه الجرائم.

رؤوبين باركو
إسرائيل اليوم

القدس العربى

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث

اتصل بنا

*
*
*