مكافحة الإرهاب فى بلجيكا … خريطة الجماعات المتطرفة - مقالات
أحدث المقالات

مكافحة الإرهاب فى بلجيكا … خريطة الجماعات المتطرفة

مكافحة الإرهاب فى بلجيكا … خريطة الجماعات المتطرفة

إعداد :حازم سعيد ، باحث بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

 

فرضت السلطات البلجيكية إجراءات أسهمت في تحقيق الاستقرار وتراجع التهديدات الإرهابية . وتقول “إيلس فان ديكيرالمتحدثة باسم شرطة العاصمة البلجيكية بروكسل، إن “هناك عملاً كبيراً قامت به الأجهزة الأمنية المختلفة، وبالتعاون مع جهات أخرى لتحقيق الاستقرار الأمني وبالتالي إعادة السياحة من جديد إلى البلاد، بعد أن تضررت بشكل كبير في أعقاب تفجيرات بروكسل في مارس 2016. اعتبر جهاز أمن الدولة أن النزاع السوري “حفّز” ظاهرة تطرّف المعتقلين، وهو مسؤول جزئيا عن معاودة المدانين بالتطرف لأنشطتهم.

 الجماعات الإسلاموية المتطرفة ووسائل واساليب عملها

  • شريعة من أجل بلجيكا :تأسست جماعة “شريعة من أجل بلجيكا” فى 3 مارس 2010 متأثرة بجماعات سلفية أوروبية،وسارت المجموعة على نهج أفكارالتيار السلفى   ، تزعمها المغربي فؤاد بلقاسم”، المكني بـ”أبي عمران”، تلقت الدعم من القيادى بتنظيم القاعدة “أبي محمد المقدسي .جندت  جماعة “الشريعة من أجل بلجيكا”  الشباب للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا تم حل الجماعة في عام 2012، بعد انتشارها في في فرنسا وهولندا وإسبانيا تحت نفس المسمى مثل “الشريعة من أجل بريطانيا” وشبيهاتها وتم إعلان الجماعة منظمة إرهابية في أبريل 2015.وقضت محكمة استئناف بمدينة أنتويرب في شمال بلجيكا بتجريد فؤاد بلقاسم، الزعيم السابق لجماعة “الشريعة” في بلجيكا، من جنسيته البلجيكية وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 23 أكتوبر 2018.
  • الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة:تشكلت في عام 1997 ، تزعمها “عبد القادر حكيمي” وبعد إسقاط الولايات المتحدة لنظام طالبان في افغانستان عام 2001، سافر البعض إلى بلجيكا وبعض الدول الأوروبية، حيث اندمجوا في جاليات المهاجرين المغاربة سريعة النمو ، بلغ عدد  أعضائها حسب التقديرات حوالى (1000ـ2000) عضوا
  • حزب الإسلام البلجيكي:أسّسه رضوان أحروش”، ينادي الحزب بتطبيق متشدد للشريعة في بلجيكا ، ركّز الحزب على ثلاثة مطالب توزيع الأكل الحلال في المطاعم المدرسية، السماح بارتداء التلميذات المسلمات للحجاب في المدارس، اعتبار الأعياد الدينية الإسلامية أعيادا وطنية، وشيئا فشيئا بدأ الحزب يميط اللثام عن توجّهاته المتطرفة الأخرى .
  • مجموعة سائقي الدراجات النارية “كاميكاز _ رايدرز” : أسسه سعيد سيوطي” عام 2003 ،  أدين في أكتوبر 2016 بـ”الاشتراك في أنشطة مجموعة ارهابية” خصوصا من خلال تجنيد أشخاص بغرض ارتكاب أعمال ارهابية.
  • خلية بروكسل الإرهابية :يتزعمها الجهادى “أباعوض” وتتبنى أفكار تنظيم “داعش” . ومن بين أعضاء الخلية البلجيكية الآخرين عبدالسلام (صلاح ومحمد وابراهيم) الذين نشأوا في بروكسل، على الرغم من أنهم يحملون الجنسية الفرنسية. أكدت النيابة العامة الاتحادية في بلجيكا وفقالـ”الشرق الأوسط” فى 12 أغسطس 2019 توجيه الاتهام بـ”المشاركة في أنشطة تنظيم إرهابي” لصلاح عبد السلام في ملف تفجيرات بروكسل الانتحارية التي وقعت في 22 مارس 2016 بمطار بروكسل الدولي، ومحطة مترو الأنفاق. ويعد عبد السلام الفرد الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من المجموعة الجهادية التي نفذت الأعتداءات .
  • مجموعة العشرة :نفذت الاعتداءات الإرهابية التي ضربت مطار “زافينتم – بروكسيل ومحطة قطار الأنفاق مولنبيك “ومن عناصرها “خالد البكراوي”و” نجم العشراوي” المعروف أيضا باسم “سفيان كيال”.
  • المركز الإسلامي البلجيكي :اسسه بسام العياشي” عام ١٩٩٢ على يد وهو مهاجر سوري ،ويشتمل على مسجد عشوائي صار بؤرة لنشر الفكر السلفي المتشدد، مركزه في “مولنبك” وهذه الضاحية شهيرة جمعت كل الارهابين الذين شاركوا في أعمال “جهادية” وحوكموا في بلجيكا بهذه التهمة المركز، اقفل عام ٢٠٠٢ لكن نشاط “العياشي” بقي يمارس نشاطه حيث كان يرسل المجاهدين الى العراق وقبلا الى افغانستان.

تنامي أعداد المنظمات المتطرفة في بلجيكا

اعترفت الحكومة البلجيكية بتنامي أعداد المنظمات المتشددة في البلاد  وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 21 أبريل  2019. يأتي ذلك في الوقت  التى أعلن جهاز أمن الدولة البلجيكي فيه عن وجود نشاط لما يقرب من (100) منظمة متطرفة، ولها تأثير على الآلاف من المسلمين  ومساجد ومراكز ومدارس إسلامية .وسبق لجهاز أمن الدولة البلجيكي أن لفت انتباه السلطات إلى انتشار الحركات المتشددة بقوة في البلاد، وإلى رفض أعضاء هذه الحركات وجود المؤسسات الديمقراطية وأدائها. ,اكد وزير العدل، رداً على استفسار برلماني: “هناك بالفعل زيادة في عدد المجموعات والمبادرات المتعلقة بالتشدد”.

تناولت سكاي نيوز عربية فى 1  ديسمبر 2018 تقريرا للاستخبارات البلجيكية  إلى أن “انهيار الخلافة لم يؤد إلى عودة جماعية” للمقاتلين الأجانب.و أكدت من خلاله أن “نحو (20%) من ذوي التلاميذ المسجّلين في التعليم المنزلي مرتبطون بجماعات متطرّفة”، وهو ما يشكّل “تهديدا محتملا يجب أخذه بشكل جدي” نظرا إلى مدى انكشاف الجهات المستهدفة.

الجماعات المتطرفة ونشر التطرف داخل السجون

حذّر تقرير لأجهزة الاستخبارات البلجيكية  وفقا لـ”العربية” فى 1 ديسمبر 2018 ، من أن البلاد تواجه تهديداً إرهابياً مستمراً بسبب التطرّف داخل السجون وخطر معاودة المدانين بالإرهاب لأنشطتهم، ما يشكل “قضية بالغة الخطورة”. وبحسب التقرير فإن السجون البلجيكية “تضم حاليا موقوفين بتهم الإرهاب بأعداد غير مسبوقة”. كما لفت التقرير إلى أنه “نظرا إلى الميل الحالي والمستمر لدى المعتقلين السابقين المسجونين بتهم الإرهاب لمعاودة أنشطتهم، ناهيك عن المسجونين المتطرّفين “العاديين”، على بلجيكا أن تتصدى، طوال فترة معيّنة، لتهديد إرهابي كامن”. وبحسب تقديرات أمن الدولة البلجيكي، فإن هناك نحو (450(سجيناً داخل السجون البلجيكية لديهم الاستعداد للتطرف الديني، بما نسبته (1) من أصل كل (23) سجينا.

سلّط التقرير الضوء فيما يتعلّق بالعدد الفعلي للمتطرفين داخل السجون البلجيكية على أنه من المستحيل حصر تلك الأعداد، وسبب ذلك يرجع إلى السلوكيات التي يتبناها المتطرفون في السجون وفق لـ”مرصد الأزهر” فى 14 ديسمبر 2018. حيث يكون لدى البعض “موقف راديكالي علني ردًّا على الشعور بالإحباط الذي تفرضه عليهم البيئة”، وهناك آخرون ينتهجون السرية لنشر أفكارهم ويُرتبون صفوفهم لعدم رصدهم من جهة رقابة السجن”، فهذه السلوكيات تجعل من المستحيل إحصاء الأفراد المتطرفين. ومع ذلك تُشير تقارير الاستخبارات إلى أنّ عدد السجناء المرتبطين بالتطرّف والإرهاب في ازدياد منذ عام 2014.

الخلاصة          

تتحمّل المنظمات المتطرفة في بلجيكا، نشر الفكر المتشدد وتجنيد عدد غير قليل من الشباب للسفر إلى مناطق الصراعات، ومنهم عدد من شباب مولنبيك في بروكسل ومناطق أخرى من بلجيكا . لا يقتصر فقط على المنظمات المتطرفة، بل يشمل فعاليات و جماعات  أخرى وأن منهم مَن يلجأ إلى العنف في التعبير عن موقفه. ومع تنامى ظاهرة التطرف داخل السجون البلجيكية فبات من المحتمل  أن تتعرض  بلجيكا لانتقال  “عدوىالتطرّف ” فى أوساط المجتمع البلجيكى.

 ولا تعترف هذه الجماعات بالنظام الديمقراطي والمؤسسات المنبثقة التي تدير الدولة والمجتمع البلجيكى . ومع تزايد أنشطة التيارات الأسلاموية المتطرفة فقد تعانى الأجهزة الأمنية البلجيكية من مأزق سعى تلك التيارات المتطرفة لعزل المسلمين ومنعهم من الاندماج في المجتمع البلجيكى . و تسريب الأفكار الجماعات المتطرفة إلى إلى المناهج الدراسية . ماينذر ألى ارتفاع منسوب التطرف داخل المؤسسات التعليمية.

التوصيات

ما يبنغى العمل عليه  فرض أجهزة الاستخبارات البلجيكية الرقابة على هذه الجماعات، إلى جانب العناصر الخطرة ميدانيا وعلى الإنترنت . إدارج الحكومة البلجيكية الجماعات المتطرفة على قائمة المنظمات الإرهابية للتعامل ووجود أليات لمنع استقطاب وتجنيد المتطرفين. تدريب الدعاة وأساتذة الدين لمواجهة الفكر المتطرف ومراقبة الإرهاب في كتيبات التعليم. إزالة المحتوى المتطرف الذى يدعو الى التطرف عل الإنترنت ،وزيادة جهود مراجعة الإجراءات المطبقة  داخل السجون البلجيكية. وتمويل مشروعات تهدف إلى مكافحة الاستقطاب والتطرف في أوساط الشباب داخل المؤسسات التعليمية.

رابط مختصرhttps://www.europarabct.com/?p=54049

الهوامش

تجريد الزعيم السابق لجماعة «الشريعة» من الجنسية البلجيكية … الشرق الأوسط           

https://bit.ly/2z6zygh

تفجيرات بروكسل 2016: توجيه الاتهام رسميا لصلاح عبد السلام … فرانس 24

https://bit.ly/2Ze8Htl

تنامي الجماعات الإسلاموية المتطرفة فى بلجيكا وأنشطتها … المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

https://bit.ly/31QhDXu

جهاز أمن الدولة البلجيكي أحصى 100 منظمة متشددة … الشرق الأوسط

https://bit.ly/2P0yHs6

عدوى التطرف” تهدد بلجيكا.. والخطر يكمن في السجون … سكاى نيوز عربية

https://bit.ly/2KGP5dg

سجون بلجيكا تعج بالمتطرفين.. والاستخبارات تحذر … العربية

https://bit.ly/2TQ68wj

مُعضلة “انتشار الفِكر المتطرّف” داخل السجون البلجيكية … مرصد الأزهر

ttps://bit.ly/2MrhWV1

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث