الوجود المسيحي في المشرق العربي - مقالات
أحدث المقالات

الوجود المسيحي في المشرق العربي

الوجود المسيحي في المشرق العربي

د. تيسير عماري

الوجود المسيحي في المشرق العربي في خطر بدءًا بفلسطين مرورا ببقية الدول الأخرى. لم يبق من المسيحيين في القدس سوى 3 آلاف وباقي مدن الضفة 30 ألفا في العراق 100 ألف من أصل مليون ونصف المليون بعد احتلال العراق وما سمي الربيع العربي. وفي سوريا تم الاعتداء على الكنائس وخطف رجال الدين وفي مصر استمرت الاعتداءات على الكنائس القبطية. وقد رافق هذا الأمر خطاب الكراهية و التطرف والإعلام الداعم للتفرقة الدينية والطائفية.

هل هذا يأتي من فراغ أم أنه مخطط مرسوم في المنطقة من تدمير الدول العربية وتقسيمها طائفيا ودينيا وعرقيا هذا المخطط هو استجابة إلى الهدف الصهيوني القديم بحيث تصبح إسرائيل الدولة الدينية الوحيدة في محيط من كيانات مذهبية و طائفية هشة متحاربة.

من ضمن ذلك المخطط تهجير المسيحيين من دول المشرق العربي حتى يبدو الصراع في المنطقة وكأنه صراع ديني اسلامي يهودي ذلك ان تفريغ المشرق من المسيحيين يرفع الحرج عن إسرائيل امام الغرب ويدفع الغرب لدعم إسرائيل دونما حرج عقائدي باعتبار أن المسيحية والمسيحيين قد خرجوا من بؤرة الصراع.

إسرائيل مستمرة في تهويد مدينة القدس وما الاعتداءات المستمرة على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية الا خطوات مدروسة لتحقيق يهودية الدولة وما قضية باب الخليل التي ذكرها بطرك القدس الروم الارثوذكس في مؤتمره الصحفي في عمان مؤخرا وإذا ما أقر الكنيست مشروع يقيد حرية الكنائس باراضيها ويهدد مصادرة تلك الاراضي الا من ضمن ذلك المشروع.

اذا ما استمر هذا الوضع ستصبح الكنائس بلا مصلين وهذا ما قاله وزير خارجية الفاتيكان سنة 1997 في مكتبه في الفاتيكان قابلته قبل 5 سنوات وهو الان يترأس حوار الأديان قابلته في مؤتمر التحدي امام مسيحي المشرق الذي أقيم في عمان تحت الرعاية الملكية ذكرته بما قاله لي سنة 1997.

لم يبق سوى الاردن يدافع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية صوت المسيحيين العرب مسموع في الغرب في الدفاع عن العروبة وعن الإسلام بجوهره الحقيقي وبالتالي تهجير المسيحيين يعني إسكات هذا الصوت حتى يبدو الإسلام مصدرا للإرهاب والتخلف. فتهجير المسيحيين هو خسارة للمسلمين وبالتالي علينا جميعا الوقوف ضد هذا المخطط.

الرأي الأردنية

Related

Share

Post a Comment

الفئة
علامات البحث